إذا تَذَكَّرْت شَجْواً من أخي ثِقَة … فاذكر أخاك أبَا بَكْر بِمَا فَعَلا
خَيْرَ البريةِ أَتقاها وأعدلَها … بعد النبي وأوفَاها بما حَمَلا
الثَّاني التَّالي المحمودَ مَشْهَدُه … وأوّل الناس منْهُمْ صَدَّق الرُّسُلَا
أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد إجازة بإسناده إلى أبي بكر بن الضحاك بن مَخْلَد، قال: حدثني محمد بن مُصَفَّى، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الله بن العلاء، حدثني أبو سَلاَّم الحَبَشِي: أنه سمع عمرو بن عَنْبسة السُّلَمي يقول: ألْقِيَ في روعي أن عبادة الأوثان باطل، فسمعني رجل وأنا أتكلم بذلك، فقال: يا عَمْرو، بمكة رجل يقول كما تقول. قال: فأقبلت إلى مكة أسأل عنه، فأُخْبِرْتُ أنه مختف لا أقدر عليه إلا بالليل يطوف بالبيت، فقمت بين الكعبة وأستارها، فما علمت إلا بصوته يُهَلِّل الله، فخرجت إليه فقلت: ما أنت؟ قال:(رسول الله)، فقلت: وبم أرسلك؟ قال:(أن يُعبَدَ الله ولا يُشرَك به شيءُ وتُحقَنَ الدِّماءَ، وتُوصَل الأرحام). قال قلت: ومن معك على هذا؟ قال:(حر وعبد). فقلت: ابسط يدك أبايعْك. فبسط يده فبايعتُه، فلقد رأيتني وإني رابع الإسلام.
وأخبرنا إسماعيل بن علي وغير واحد بإسنادهم إلى محمد بن عيسى السُّلمي: حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا عقبة بن خالد، حدثنا شعبة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال، أبو بكر: أُلَسْتُ أحقَّ الناس بها؟ يعني الخلافَة ألستُ أولُ من أسلمُ؟ ألستُ صاحبَ كذا؟ ألستُ صاحبَ كذا؟.
وقال إبراهيم النَّخَعي: أول من أسلم أبو بكر ﵁.
هجرته مع رسول الله ﷺ
هاجر أبو بكر الصديق ﵁ مع رسول الله ﷺ، وصَحِبَه في الغار لما سارا مُهَاجرَيْن، وآنَسه فيه، ووقاه بنفسه. قال بعض العلماء: لو قال قائل: إن جميع الصحابة ما عدا