للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتى إذا دنا منا فكان بيننا وبينه قدر رمح أو رمحين أو قال: رمحين أو ثلاثة قال قلت: يا رسول الله، هذا الطَّلَب قد لحقنا وبكيتُ. قال: لم تبكي؟ قال قلتُ: والله، ما على نفسي أبكي، ولكني أبكي عليك. قال: فدعا عليه رسول الله ، فقال: اللهُمّ اكفِنَاه بما شئت. فساخَتْ فرسهُ إلى بطنها في أرض صَلْد، ووثب عنها وقال: يا محمد، قد علمتُ أن هذا عَمَلُك، فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه، فوالله لاعَميَنَّ عَلَى مَنْ وَرَائي من الطَّلَب، وهذه كِنَانتي فَخُذْ منها سهماً، فإنك ستمر على إبلي وغنمي في موضع كذا وكذا، فَخُذْ منها حاجتك. فقال رسول الله : (لا حاجَةَ لي فيها). قال ودعا له رسول الله . فَأُطْلِقَ ورجع إلى أصحابه، ومضى رسولُ الله وأنا معه، حتى قدمنا المدينة، فتلقاه الناس في الطريق على الأجَاجِير واشتدَّ الخَدَمُ والصِّبْيَانُ في الطريق يقولون: الله أكبر، جاءَ رسول الله، جاءَ محمد. قال: وتنازع القوم أيُّهم ينزل عليه؟ قال: فقال رسول الله : (أنزلُ الليلة على بني النجار، أخوال عبد المطلب؛ أكرمهم بذلك). قال: وقال البراءُ: أول من قَدِم علينا من المهاجرين مُصْعَبُ ابن عُمَيْر، أخو بني عبد الدار، ثم قَدِم علينا ابن أُم مَكْتُوم الأعمى، أخو بني فهر، ثم قدم علينا عمرُ بن الخطاب في عشرين راكباً، فقلنا: ما فعل رسول الله؟ قال: هو على أثَرِي. ثم قَدِم رسولُ الله وأبو بكر معه. قال البَرَاءَ: ولم يَقْدَم رسول الله حتى قرأتُ سُوَراً من المُفِصَّل قال إسرائيل: وكان البراءُ من الأنصار من بني حارثة.

أخبرنا إبراهيم بن محمد الفقيه بإسناده إلى أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا يوسف بن موسى القَطَّان البغدادي، حدثنا مالك بن إسماعيل، عن منصور بن أبي الأسود قال: حدثني كَثِيرٌ أبو إسماعيل، عن جُمَيْع بن عُمَيْر، عن ابن عُمَر: أن رسول الله قال لأبي بكر: (أنت أخي، وصاحبي في الغار).

<<  <  ج: ص:  >  >>