يعذبون، فقال أبو عمار: يا رسول الله، الدَّهر هكذا؟ فقال له النبي ﷺ: اصبر، ثم قال: اللهم اغفر لآل ياسر، وقد فعلت.
قال: وحدثنا أبي، حدثنا حجاج، حدثنا لَيْثٌ، حدثني عُقَيْل، عن ابن شهاب، عن يحيى ابن سعيد بن العاص: أن سعيد بن العاص أخبره: أن عائشة زوج النبي ﷺ وعثمان حدثاه: أن أبا بكر استأذن على النبي ﷺ وهو مضطجع على فراشه، لابسٌ مِرْطَ عائشة، فأذن له وهو كذلك، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، ثم استأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، قال عثمان: ثم استأذنتُ عليه فجلس وقال لعائشة: اجمعي عليك ثيابك. فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت قالت عائشة: يا رسول الله، لم أرك فزعت لأبي بكر ولا عمر كما فزعت لعثمان؟ قال رسول الله ﷺ: إن عثمان رجل حَيِيٌّ، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إلي حاجته وقال الليث: قال جماعة الناس: ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة).
خلافته
أخبرنا مسمار بن عمرو بن العُوَيس وأبو فرج، محمد بن عبد الرحمن الواسطي وغير واحد، قالوا بإسنادهم إلى محمد بن إسماعيل قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة، عن حُصَين، عن عمرو بن ميمون قال: رأيت عمر قبل أن يُصَاب بأيام بالمدينة، ووقف على حُذَيْفَة ابن اليمان وعثمان بن حُنَيْف فقال: كيف فعلتما؟ أتخافان أن تكونا حَمَّلْتُما الأرْض ما لا تُطِيق؟ قالا: حَمَّلناها أمراً هي له مُطِيقة وذكر قصة قتل عمر ﵁ قال: فقالوا له: أوص يا أمير المؤمنين؛ استخلف. قال: ما أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر أو: الرَّهْط الذين تُوفي رسول الله ﷺ وهو عنهم راض، فسمى عَليًّا، وعثمان، والزبير، وطلحة، وسعداً،