للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يزيد، عن عبد الله بن عامر، عن النعمان بن بشير، عن عائشة أن النبي قال: يا عثمان، إنَّه لَعَلَّ الله يُقَمِّصُك قَمِيصاً، فإن أرادوك على خَلْعه فلا تَخْلَعْه لَهم.

وأخبرنا أحمد بن عثمان بن أبي علي، أخبرنا أبو رشيد عبد الكريم بن أحمد بن منصور، أخبرنا أبو مسعود: سليمان، أخبرنا أبو بكر بن مَرْدُويه، أخبرنا أبو علي بن شاذان، حدثنا عبد الله ابن إسحاق، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا الفضل بن جبير الوراق، حدثنا خالد بن عبد الله، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن النبي قال لعثمان: (تُقْتَلُ وأنْتَ مظلوم، وتَقْطُر قطرة من دَمِك على ﴿فَسَيَكْفِكَهُمُ الله﴾). قال: فإنها إلى الساعة لفي المصحف.

ولما حُصِر عثمان وطال حصره والذين حصروه هم من أهل مصر، والبصرة، والكوفة، ومعهم بعض أهل المدينة أرادوه على أن ينزع نفسه من الخلافة، فلم يفعل، وخافوا أن تأتيه الجيوش من الشام والبصرة وغيرهما ويأتي الحجاج فيهلكوا، فَتَسَوّرُوا عليه فقتلوه وأرضاه. وقد ذكرنا كيفية قتله، وخلافته، وجميع فتوحه وأحواله، وما نَقَموا عليه حتى حصروه، ومن الذي حَرَّض الناس على الخروج عليه في كتاب (الكامل في التاريخ)، فلا نرى أن نُطَوِّل بذكره هاهنا.

ولما قُتِل دُفن ليلاً، وصلى عليه جُبَير بن مُطْعِم وقيل: حكيم بن حِزام وقيل: المِسْور ابن مَخْرَمة وقيل: لم يصل عليه أحد، منعوا من ذلك. ودفن في حَشِّ كَوْكَب بالبقيع، وكان عثمان قد اشتراه وزاده في البقيع. وحضره عبد الله بن الزبير، وامرأتاه: أم البنين بنت عُيَيْنَة بن حصْن الفَزاريَّة، ونائِلة بنت الفَرافِصَة الكلبية، فلما دلّوْه في القبر صاحت ابنته عائشة، فقال لها ابن الزبير: اسكتِي وإلا قتلتك. فلما دفنوه قال لها: صيحي الآن ما بدا لك أن تصيحي.

أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد: حدثني عثمان بن أبي شيبة،

<<  <  ج: ص:  >  >>