للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حدثنا جرير، عن مغيرة، عن أم موسى قالت: (كان عثمان من أجمل الناس).

وقيل: كان رَبْعَة لا بالقصير ولا بالطويل، حسن الوجه رقيق البَشَرة، كبير اللحية، أسمَر اللون، كثير الشَّعْر، ضَخْم الكَرَادِيس، بعيدَ ما بَيْنَ المِنْكَبَين. كان يُصَفِّر لحيته ويَشُدُّ أسنانه بالذهب، وكان عمره اثنتين وثمانين سنة، وقيل: ست وثمانون سنة، قاله قتادة. وقيل: كان عمره تسعين سنة.

ورثاه كثير من الشعراء، قال حسان بن ثابت:

مَنْ سَرَّهُ الموت صِرْفاً لَا مِزَاجَ لَه … فليأْتِ مأْدُبةً في دار عُثْمَانَا

ضَحَّوا بأَشْمَطَ عُنْوانُ السُّجُودِ بهِ … يُقَطِّعُ اللَّيْلَ تَسْبِيحاً وقُرْآنَا

صَبْراً، فِدىً لَكُمُ أُمِّي ومَا وَلَدَتْ … قد يَنْفَعُ الصَّبْرُ في المَكْرُوهِ أَحْيَانَا

لَتَسْمَعَنَّ وَشِيكاً في دِيَارِهُمُ: … اللّهُ أكْبَرُ يَا ثَارَاتِ عُثْمَانَا

وزاد فيها بعض أهل الشام أبياتاً لا حاجة إلى ذكرها، ومنها:

يا ليت شِعْرِي وليت الطَّيْرَ تُخْبِرُنِي … ما كان بين عَلِيَ وابنِ عَفَّانَا

وإنما زادوا فيها تحريضاً لأهل الشامَ على قتال عَلِيّ، ليقوى ظنهم أنه هو قتله.

وقال حسان أيضاً:

إن تُمْسِ دارُ بني عَفَّانَ مُوحِشَةً … بَابٌ صَرِيعٌ وباب مُحْرَقٌ خَرِبُ

فَقَدْ يُصَادِفُ بَاغِي الخَيْرِ حَاجَتَهُ فِيهَا، … وَيَأْوِي إِلَيْهَا الجُودُ والحَسَبُ

<<  <  ج: ص:  >  >>