حدثنا يزيد بن زُرَيع، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن عَزْرة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أَبزى، عن أَبيه، عن عمار بن ياسر: أَن النبي ﷺ أَمره بالتيمم، للوجه والكفين.
وشهد عمار قتال مسيلمة، فروى نافع، عن ابن عمر قال: رأَيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة، قد أَشرف يصيح: يا معشر المسلمين، أَمن الجنة تَفِرّون، إِليّ إِليّ، أَنا عمار بن ياسر، هلموا إِلى قال: وأَنا أَنظر إِلى أُذنه قد قُطِعت، فهي تَذَبذَبُ وهو يقاتل أَشد القتال.
ومناقب عمار المروية كثيرة اقتصرنا منها على هذا القدر.
واستعمله عمر بن الخطاب على الكوفة، وكتب إِلى أَهلها:(أَما بعد، فإِني قد بعثت إِليكم عمَّاراً أَميراً، وعبد الله بن مسعود وزيراً ومعلماً، وهما من نجباءِ أَصحاب محمد، فاقتدوا بهما).
ولما عزله عمر قال له: أَساءَك العزل؟ قال: والله لقد ساءَتني الولاية، وساءَني العزل.
ثم إِنه بعد ذلك صحب علياً، ﵄، وشهد معه الجمل وصفين، فأَبلى فيهما ما قال أَبو عبد الرحمن السلمي: شهدنا صفين مع علي، فرأَيت عمار بن ياسر لا يأْخذ في ناحية ولا واد من أَودية صفين إِلا رأَيت أَصحاب النبي ﷺ يتبعونه، كأَنه علم لهم قال: وسمعته يومئذ يقول لهاشم بن عتبة بن أَبي وقاص: يا هاشم، تفر من الجنة الجنة تحت الهارقة، اليوم أَلقى الأَحبة، محمداً وحِزْبه، والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سَعَفَات هَجَر