للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في ترجمة عثمان بن عفان.

وروى سِمَاك بن حرب، عن ابن عباس أَن عمر قال لابنه عبد الله: خذ رأْسي عن الوسادة فضعه في التراب، لعَل الله يرحمني وويلٌ لي وويلٌ لأُمّي إِنْ لم يرحَمني الله ﷿ فإِذا أَنا مِتُّ فاغمض عيني، واقصدوا في كَفَني، فإِنَّه إِن كان لي عند الله خير أَبدلني ما هو خير منه، وإِن كنت على غير ذلك سَلَبني فأَسْرَعَ سَلْبي، وأَنشد:

ظَلُومٌ لِنَفْسي غَيْرَ أَنِّي مُسْلِمٌ … أُصَلِّي الصَّلَاةَ كُلَّهَا وَأَصُومُ

أَنبأَنا أَبو محمد، أَخبرنا أَبي، أَنبأَتنا أُم المجتبى العلوية، قالت: قرأَ على إِبراهيم بن منصور، أَخبرنا أَبو محمد بن المقري، أَنبأَنا أَبو يعلى، أَنبأَنا أَبو عباد قطن بن نُسَير الغُبَري، أَنبأَنا جعفر بن سليمان، حدثنا ثابت، عن أَبي رافع قال: كان أَبو لؤلؤْةَ عبداً للمغيرة بن شعبة، وكان يصنع الأَرحاءِ وكان المغيرةُ يستغله كُلَّ يوم أَربعة دراهم، فلقي أَبو لؤلؤة عُمر فقال: يا أَمير المؤمنين، إِن المغيرة قد أَثقلَ عَلَى غلتي، فكلِّمْه يخفف عني. فقال له عمر: اتق الله، وأَحسن إِلى مولاك ومن نِيَّة عمر أَن يلقى المغيرة فيكلمه ليخفف عنه، فغضب العبد وقال: وسع الناسَ كلُّهم عَدلُه غيري. فأَضمر على قتله، فاصطنع له خنْجَراً له رأسان، وشَحَذَه وسَمَّه، ثم أَتى به الهرمزان فقال: كيف ترى هذا؟. قال: أَرى، أَنك لا تضرب به أَحداً إِلا قتلته، قال: فَتَحيّن أَبو لؤلؤة عمر، فجاءَه في صلاة الغَدَاة حتى قام وراءَ عمر وكان عمر إِذا أُقيمت الصلاة يقول: (أَقيموا صفوفكم)، فقال كما كان يقول، فلما كَبّر ووَجَأَه أَبو لؤلؤة في كتفه، ووَجَأَه في خاصرته، وقيل: ضربه ست ضربات، فسقط عمر، وطعن بخنْجَره ثلاثة عشر رَجُلاً، فهلك منهم سبعة وأَفرَقَ منهم ستة، وحُمِل عمر فذهب به. وقيل: إِن عمر قال لأَبي لؤلؤة: أَلا تصنع لنا رحاً؟ قال: بلى، أَصنع لك رَحاً يتحدث بها أَهل الأَمصار، ففزعَ عمر من كلمته، وعلِيٌّ معه، فقال علي: إِنه يَتَوَعَّدُك يا أَمير المؤمنين.

<<  <  ج: ص:  >  >>