قال: وأَنبأَنا أَبي، أَنبأَنا أَبو بكر محمد بن عبد الباقي، أَنبأَنا أَبو محمد الجوهري، أَنبأَنا أَبو عمر بن حَيّويه، أَنبأَنا أَحمد بن معروف، أَنبأَنا الحُسَين بن محمد، حدثنا محمد بن سعد، أَنبأَنا عبيد الله بن موسى، عن إِسرائيل بن يونس، عن كثير النَّواء، عن أَبي عُبَيد، مولى ابن عباس، عن ابن عباس ﵄ قال: كنت مع علي فسمعنا الصيحة على عمر، قال: فقام وقمت معه، حتى دخلنا عليه البيت الذي هو فيه فقال: ما هذا الصوت؟ فقالت له امرأَة: سقاه الطبيب نبيذاً فخرج، وسقاه لبناً فخرج، وقال: لا أَرى أَن تمسي فما كنت فاعلاً فافعل. فقالت أُم كلثوم: واعُمَرا وكان معها نسوة فبكين معها، وارتج البيت بكاء، فقال عمر: والله لو أَنَّ لي ما على الأَرض من شيءٍ لافتديت به من هو المطَّلع. فقال ابن عباس: والله إِني لأَرجو أَن لا تراها إِلا مقدار ما قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا واردُها﴾، إِن كنت ما علمنا لأَمير المؤمنين، وأَمين المؤمنين، وسيد المؤمنين، تقضي بكتاب الله، وتُقسمُ بالسَّوية. فأَعجبه قولي، فاستوى جالساً فقال: أَتشهد لي بهذا يا ابن عباس؟ قال: فكففت، فضرب على كتفي فقال: اشهد. فقلت: نعم، أَنا أَشهد.
ولما قضى عمر ﵁، صلى عليه صُهيب، وكَبَّر عليه أَربعاً.
أَنبأَنا عبد الوهاب بن هبة الله بن أَبي حَبَّة بإِسناده عن عبد الله بن أَحمد قال: حدّثني أَبي، أَنبأَنا علي بن إِسحاق، أَنبأَنا عبد الله، أَنبأَنا عمر بن سعيد بن أَبي حسين، عن ابن أَبي مليكة: أَنه سمع ابن عباس يقول: وضع عمر على سريره، فَتَكَنَّفَه الناس يَدْعون ويصَلون قبل أَن يُرْفَع، وأَنا فيهم، فلم يَرُعْنِي، إِلا رجل قد أَخذ بمنكبي من ورائي، فالتفت فإِذا هو علي ابن أَبي طالب، فترحم على عمر وقال: ما خلفت أَحداً أَحبُّ إِليَّ أَلقى الله بمثل عمله منك وأَيم الله، إِن كنت لأَظن ليجعلنك الله مع صاحبيك، وذلك أَني كنت أُكثر أَن أَسمع رسول الله