للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُليل بن صُعَير بن حَرَامِ بن غِفَار. وقيل: جُندَب ابن جُنَادة بن سفيان بن عبيد بن حَرَامِ بن غِفار بن مُلَيل بن ضَمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مُدرِكَةَ الغفاري. وأُمّه رَمْلة بنت الوقيعة، من بني غِفَار أيضاً.

وكان أبو ذر من كبار الصحابة وفضلائهم، قديم الإسلام يقال: أسلم بعد أربعة وكان خامساً، ثم انصرف إلى بلاد قومه وأقام بها، حتى قدم على رسول الله المدينة.

أخبرنا غير واحد بإسنادهم إلى محمد بن إسماعيل: حدثنا عَمْرو بن عباس، أنبأنا عبد الرحمن بن مَهْدِيّ، حدثنا المثنى، عن أبي جَمْرَة، عن ابن عباس قال: لما بَلَغَ أبَا ذر مبعثُ النبي قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي عِلْمَ هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخبر من السماء، واسمع من قوله ثم ائتني. فانطلق الأخ حتى قدم وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، وكلاماً ما هو بالشعرْ. فقال: ما شَفَيتني مما أردت. فتزوّد وحمل شَنَّةً له فيها ماء، حتى قدم مكة، فأتى المسجد، فالتمس النبي وهو لا يعرفه، وكره أن يسأل عنه حتى أدركه بعض الليل، اضطجع فرآه عليّ، فعرف أنه غريب، فلما رآه تبعه فلم يسأل واحد منهما صاحبَه عن شيءٍ حتى أصبح، ثم احتمل قِرْبَتَه وزاده إلى المسجد، وظل ذلك اليوم ولا يراه النبي حتى أمسى، فعاد إلى مضجعه فمر به عَلِيّ فقال: ما آن للرجل أن يعلم منزله؟ فأقامه فذهب به معه، لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيءٍ، حتى إذا كان اليوم الثالث فعلَ مثلَ ذلك فأقامه عليٌّ معه ثم قال: ألا تحدثني ما الذي أقدمك؟ قال: إن أعطيتني عهداً وميثاقاً لَتُرشِدَنِّي فعلت.

<<  <  ج: ص:  >  >>