للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذؤيب السعدية. وأُمه غَزِيّة بنت قيس بن طريف، من ولد فِهْر بن مالك.

قال قوم هم إبراهيم بن المنذر، وهشام ابن الكلبي، والزبير بن بكار: اسمه المغيرة. وقال آخرون: اسمه كنيته، والمغيرة أخوه.

يقال: إن الذين كانوا يشبهون رسول الله جعفر بن أبي طالب، والحسن بن علي، وقُثم ابن العباس، وأبو سفيان بن الحارث.

وكان أبو سفيان من الشعراء المطبوعين، وكان سبق له هجاء في رسول الله ، وإياه عارض حسان بن ثابت بقوله:

أَلَا أَبْلِغْ أَبا سُفْيَانَ عَنى … مُغَلْغَلَةً فَقَدْ بَرِحَ الخَفَاءُ

هَجَوْتَ مُحَمَّداً فَأَجَبْت عَنْهُ … وَعِنْدَ اللَّهِ في ذَاكَ الجَزَاءُ

ثمّ أسلم فحسن إسلامه.

أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: حدَّثني الزهري، عن عبيد الله ابن عبد الله بن عُتبة، عن ابن عباس قال: مر رسول الله عام الفتح وذكره قال: وكان أبو سفيان بن الحارث وعبد الله بن أبي أُمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله بثنية العُقَاب بين مكة والمدينة فالتمسا الدخول عليه، فكلمته أُم سلمة فيهما وقالت: يا رسول الله، ابن عمك وابن عمتك وصهرك فقال: (لا حاجة لي بهما، أما ابن عمي فَهَتَك عرضي، وأما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال بمكة ما قال). فلما خرج الخبر إليهما بذلك ومع أبي سفيان ابن له، فقال: والله لَيَأْذَنَنَّ لنا رسول الله أو لآخذَنَّ بيد ابني هذا، ثمّ لَنَذْهَبنَّ في الأرض حتى نموت عطشاً وجوعاً. فلما بلغ ذلك رسول الله رَقَّ لهما، فدخلا عليه، فأنشده أبو سفيان قوله في إسلامه، واعتذاره مما كان مضى، فقال:

لَعَمْرُكَ إِني يَوْمَ أَحْمِلُ رَايَةً … لِتَغْلِبَ خَيْل اللاتِ خَيْل مُحَمَّدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>