وحضر مع رسول الله ﷺ الفتح. وشهد معه حنيناً فأبلى فيها بلاء حسناً.
وبهذا الإسناد، عن يونس، عن ابن إسحاق قال: حدثني عاصم بن عُمَر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه جابر بن عبد الله الأنصاري قال: فخرج مالك بن عوف النَّصْري بمن معه إلى حنين، فسبق رسول الله ﷺ إليه، فأَعدُّوا وتَهَيئوا في مضايق الوادي وأحنائه، وأقبل رسول الله ﷺ وأصحابه وانحط بهم الوادي في عَمَاية الصبح، فلما انحطَّ الناسُ ثارت في وجوههم الخيل، فشدت عليهم، فانكفأ الناس منهزمين، وركبت الإبل بعضُها بعضاً، فلما رأى رسولُ الله ﷺ أمرَ الناس، ومعه رهط من أهل بيته ورهط من المهاجرين، والعباس آخذ بحَكَمَة البغلة البيضاء وقد شَجَرها. وثبت معه من أهل بيته: علي بن أبي طالب، وأبو سفيان بن الحارث، والفضل بن العباس، وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وغيرهم. وثبت معه من المهاجرين: أبو بكر، وعمر. فثبتوا حتى عاد الناسُ.
ثمّ إن رسول الله ﷺ أحب أبا سفيان، وشهد له بالجنة، وقال:(أرجو أن تكون خَلَفاً من حمزة).
وهو معدود في فضلاء الصحابة، رُوي أنه لما حضرته الوفاة قال: لا تبكوا عليّ فإني لم أتنطف بخطيئة منذ أسلمت.