للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنبأَنا سفيان الطائي قال: قرأَت على إِسحاق بن إِبراهيم الحنفي قال: ذكره أُسامة ابن زيد، عن أَبيه، عن جدّه أَسلم قال: قال لنا عمر بن الخطاب: أَتحبون أَن أُعلمكم كيف كان بَدْءُ إِسلامي؟ قلنا، نعم. قال: كنت من أَشَدِّ الناس على رسول الله ، فبينا أَنا يوماً في يوم حار شديد الحرِّ بالهاجرة، في بعض طرق مكة. إِذ لقيني رجل من قريش فقال: أَين تذهب يا ابن الخطاب؟ أَنت تزعم أَنك هكذا وقد دخل عليك هذا الأَمر في بيتك؟ قال قلت: وما ذاك؟ قال: أختك قد صَبَأَت. قال: فرجعت مُغْضَباً وقد كان رسول الله يجمع الرجل والرجلين إِذا أَسلما عند الرجل به قوة، فيكونان معه، ويصيبان من طعامه. وقد كان ضم إِلى زوج أختي رجلين قال: فجئت حتى قَرَعت الباب، فقيل: من هذا؟ قلت: ابن الخطاب قال: وكان القوم جلوساً يقرؤون القرآن في صحيفة معهم فلما سمعوا صوتي تبادروا واختفوا، وتركوا أَو نسوا الصحيفة من أَيديهم. قال: فقامت المرأَة ففتحت لي، فقلت: يا عدوة نفسها، قد بلغني أَنك صَبَوت قال: فأَرفع شيئاً في يدي فأَضربها به، قال: فسال الدم. قال: فلما رأَت المرأَة الدم بكت، ثم قالت: يا ابن الخطاب، ما كنت فاعِلاً فافعل، فقد أَسلمت. قال: فدخلتُ وأَنا مُغضب فجلست على السرير، فنظرت فإِذا بكتاب في ناحية البيت، فقلت: ما هذا الكتاب؟ أَعطينيه. فقالت لا أُعطيك، لست من أَهله، أَنت لا تغتسل من الجنابة، ولا تَطْهُر، وهذا لا يمسه إِلا المطهرون قال: فلم أَزل بها حتى أَعطتنيه، فإِذا فيه: ﴿بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ﴾ فلما مررت ب ﴿الرَّحْمنِ الرَّحيمِ﴾، ذعِرْت ورمَيت بالصحيفة من يدي قال: ثم رجعت إِليّ نفسي، فإِذا فيها: ﴿سبَّح للَّهِ ما فِي السّموات والأَرضِ وَهُو العَزيز الحكيم﴾ قال: فكلما مررت باسم من أَسماءِ الله ﷿ ذعِرْت، ثم تَرجع إِليّ نفسي، حتى بلغتُ: ﴿آمِنوا بِاللَّهِ وَرَسُوله وأَنْفقوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فيه﴾ حتى بلغت إِلى قوله: ﴿إِنْ كُنْتُمُ مُؤْمِنينَ﴾ قال فقلت: أَشهدُ أَن لا إِله إِلا الله، وأَشهد أَن محمداً رسول الله قال: فخرج القوم يتبادرون بالتكبير، استبشاراً بما سَمعُوهُ مني، وحَمدوا الله ﷿، ثم قالوا: يا ابن الخطاب، أَبشِر، فإِن رسول الله دعا يوم الاثنين فقال: اللهم أَعِزَّ الإِسلام بأحد الرجلين: إِما عمرو ابن هشام، وإِما عُمَر بن الخطاب، وإِنا نرجو أَن تكون دعوة رسول الله لك.

<<  <  ج: ص:  >  >>