مسكويه» (أيضا جاويدان خرد ص ٥، ورسالته إلى أبى حيّان في ماهيّة العدل، ص ١٢) .
فوقوع «مسكويه» تارة بعد اسمه أحمد، وتارة بعد اسم أبيه محمد، وتارة بعد اسم جدّه يعقوب، كان سبب الخطأ الذي شاع في ما بعد، في ضبط اسم مسكويه، فأوهم بعض الكتّاب أنّ مسكويه لقب لأبيه، أو جدّه، فكتبوه:«أحمد بن مسكويه» ، أو:«أحمد بن محمد بن مسكويه» أو بشكل أغرب: «أحمد بن محمد بن يعقوب بن مسكويه» ، بمعنى أنّ «مسكويه» أصبح لقبا لأبى جدّه (أنظر الخوانساري، الروضات ١: ٢٥٤، والطهراني، الذريعة ٣: ٣٧٤) .
والحقيقة أنّه عند ما يقال:«أحمد مسكويه» أو «أحمد بن محمد مسكويه» ، أو «أحمد بن محمد بن يعقوب مسكويه» ، فالقصد أن يجيء اللقب بعد أحمد أى بعد اسمه، فإذا ذكر الاسم وحده فاللقب يتلوه مباشرة. ولكن إذا ذكر الاسم مخصّصا بذكر اسم الأب، فيجيء اللقب بعد ذكر الأب، وإذا كان هناك تخصيص آخر بذكر اسم الجدّ فيأتى اللقب بعد ذكر اسم الجدّ، وهكذا. لأنّ مسكويه ذاته لم يذكر اسمه متلوّا باسم أبيه، أو جدّه دائما، بل نراه أحيانا يذكر لقبه بعد كنيته (أبى على) فقط، ونراه يفعل ذلك بتكرار مشهود يبدّد كلّ الشكوك بهذا الصدد.
ففي شوامله على هوامل أبى حيّان التي يبلغ عددها ١٧٥ مسألة، نراه يذكر اسمه في مستهلّ كل جواب بقوله:«قال أبو على مسكويه» اللهم إلّا في الإجابة الأولى، حيث يذكر اسمه متلوّا باسم أبيه فيقول:«قال أبو على أحمد بن محمد مسكويه» ، أى لمرّة واحدة فقط، وذلك لتخصيص اسمه باسم أبيه كما أشرنا إلى ذلك. فأحمد نفسه هو الملقّب بمسكويه، وهو ليس ابنا لمسكويه، أو سبطا له.
وأمّا المعاصرون لمسكويه (٣٢٠- ٤٢١ هـ.) الذين سمّوه في كتبهم «مسكويه» فهم: أبو سليمان المنطقي (٣١٠- ٣٩١ هـ.) في صوان الحكمة: ص ٣٢١، وأبو حيّان التوحيدي (٣٢٠- ٤١٤ هـ.) في الإمتاع: ١: ٣٥، ١٣٦، ٣: ٢٢٧، وفي الصداقة والصديق: ٦٧- ٦٨، وفي مثالب الوزيرين: ١٨- ١٩، وأبو منصور الثعالبي (٣٥٠- ٤٢٩ هـ.) في تتمّة اليتيمة ١:
٩٦، وأبو بكر الخوارزمي ( ... - ٣٨٢ هـ.) في رسائله: ١٠٢. وأمّا بديع الزمان الهمذاني ( ... - ٣٨٩ هـ.) فنقل ضبطه ياقوت في معجم الأدباء حيث قال: «وللبديع الهمذاني إلى أبى على مسكويه» على أنّ هناك طبعة غير محقّقة من رسائل البديع (ص ١٠٠، ٣٢٣) ورد فيها اسم