للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قصّة أبى محجن مع سلمى وسعد

فلمّا اشتدّ القتال بالسواد، سأل أبو محجن سلمى بنت خصفة، وكان محبوسا مقيّدا في القصر. فقال:

- «يا ابنة خصفة، هل لك إلى خير؟» قالت: «وما ذاك؟» قال: «تخلّين عنّى وتعيريننى البلقاء. فلله علىّ، إن سلّمنى الله أرجع إليك حتى أضع رجلىّ في قيدي.» ! فقالت: «وما أنا وذاك؟» فجعل يرسف في قيده وقال: [٣٦٤]

كفى حزنا أن تردى الخيل بالقنا ... وأترك مشدودا علىّ وثاقيا

إذا قمت عنّانى [١] الحديد وغلّقت ... مصاريع من دوني تصمّ المناديا

قالت سلمى: «إنّى استخرت الله، ورضيت بعهدك.» فأطلقته وقالت:

- «أمّا الفرس فلا أعيرها.» فرجعت.

«فاقتادها رويدا، وأخرجها من باب القصر، فركبها. ثم دبّ عليها حتى إذا كان بحيال الميمنة. ثم حمل على الميسرة ميسرة الفرس، يلعب برمحه وسلاحه بين الصفّين- وقد حكى أنّ الفرس كانت عريا، وحكى أنّها كانت بسرجها- ثم رجع من خلف صفّ المسلمين إلى الميسرة، فكبّر، وحمل على ميمنة القوم، يلعب بين


[١] . الأصل «غنّانى» وما أثبتناه يؤيده مط والطبري (٥: ٢٣١٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>