للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مستترا حتّى وافى بغداد واستتر عند أبى بكر ابن قرابة وكان الفضل بن جعفر مستترا عنده أيضا فلم يعلم أحدهما خبر صاحبه وقدم محمّد بن ياقوت من الأهواز وقبض على محمّد بن المعتضد بالله وعلى أبى أحمد ابن المكتفي بالله وحدرا إلى دار السلطان واعتقلا فيها ولم تقصر السيّدة فى التوسعة على محمّد بن المعتضد وفى إكرامه وأهدت إليه عدّة من الجواري.

[وابتدأ أمر الحسين الوزير بالاضطراب [٣٦٤] ذكر السبب فى ذلك]

اشتدّت الإضافة فباع الحسين من الضياع نحو خمسمائة ألف دينار واستسلف من مال سنة عشرين وثلاثمائة شطره قبل افتتاحها بشهور ولم يبق له وجه حيلة لتمام نفقات سنة تسع عشرة وثلاثمائة الخراجيّة. وعرف هارون بن غريب ذلك فصدق المقتدر عنه فعزم على تقليد الخصيبى الوزارة وكتب له أمانا، فظهر فخوطب فى تقلّد الوزارة فذكر أنّه لم يبق للسلطان فى النواحي من مال سنة تسع عشرة شيء وقد بقي منها نحو ثلاثة أشهر وأنّ الحسين قد استسلف من مال سنة عشرين قطعة وافرة وأنّه لا يغرّ السلطان من نفسه فأشار عليه هارون أن يتقلّد أزمّة الدواوين من قبل المقتدر وتكون دواوين الأصول فى يد الحسين ليضبط الأموال مستأنفا فرضي الحسين بذلك وتقلّد الخصيبى دواوين الأزمّة وأجرى عليه وعلى كتّابه ألفى وسبعمائة دينار فى كلّ شهر. وخلع المقتدر على الحسين ليزول عنه الأرجاف [١] .

ثمّ إنّ الحسين بن القاسم عمل أعمالا أخذ فيها [٣٦٥] خطوط أصحاب الدواوين الأصول والأزمّة بصحّتها وفيها ارتفاع الأموال من النواحي وما


[١] . فى مط: الإرجاف، بدل «الإرجاف» .

<<  <  ج: ص:  >  >>