للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ودخلت سنة أربع وأربعين ومائتين]

وفيها دخل المتوكّل دمشق وكان عزم على المقام بها، ووصف له من فضائلها وطيبها ما شوّقه إليها. فأمر بالبناء فيها ونقل دواوين الملك إليها ثمّ استوبأ البلد وذلك أنّ الهواء بها بارد ندىّ [١] ، والماء ثقيل والريح تهبّ مع العصر، فلا تزال تشتدّ حتى تمضى عامّة الليل، وهي كثيرة البراغيث، وغلت الأسعار وحال [٢] الثلج بين السابلة والميرة وتحرّكت الأتراك يطلبون أرزاقهم وأرزاق عيالاتهم.

فرجع المتوكّل إلى سرّ من رأى وكان مقامه بدمشق شهرين وأيّاما.

[ودخلت سنة خمس وأربعين ومائتين]

وفيها أمر المتوكّل ببناء الجعفري وأقطع قوّاده وأصحابه فيها وجدّ فى بنائها وأنفق عليها ألفى دينار، وكان يسمّيها هو وأصحابه المتوكّلية.

[وفيها كان هلاك [٣٤٠] نجاح بن سلمة الكاتب. ذكر سبب هلاكه]

كان نجاح إليه ديوان التوقيع والتتبّع على العمّال فكان العمّال. يتّقونه ويقضون حوائجه ولا يمنعونه من شيء يريده. وكان المتوكّل ربّما نادمه وكان عبيد الله بن خاقان وزير المتوكّل والأمور مفوّضة إليه، وكان الحسن بن مخلد وموسى بن عبد الملك منقطعين إلى الوزير، وكان الحسن بن مخلد على ديوان الضياع وموسى على ديوان الخراج.


[١] . وضبط ما فى الأصل وآ وتد: ند. فصحّحنا الضبط كما فى الطبري (١١: ١٤٣٦) .
[٢] . كذا فى الأصل وآ ومط وتد: حال. وفى الطبري (١١: ١٤٣٦) : حلّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>