وركب بهاء الدولة فى ثانى اليوم إلى باب السوس يتوقع دخول الكافّة فى السلم. فخرج الديلم فقاتلوا قتالا شديدا لم يعهد مثله معهم فيما تقدّم فضاق صدره وظنّ أنّ ذلك عن فساد عرض أو لأمر انتقض. فقال له الديلم:
- «طب نفسا فالآن ظهر تسليمهم الأمر إليك فمن عادتهم أن يقاتلوا عند التسليم أشدّ قتال، لئلّا يقدّر أنّهم سلموا عن عجز أو ضعف.» وكان الأمر على ذلك [٤٥٣] لأنّهم استوثقوا فى اليوم الثالث بنسخة يمين نفذوها إلى بهاء الدولة، فحلف بها هو ووجوه الأتراك.
والتمس الديلم لأبى على ابن إسماعيل أن يحلف لهم فامتنع وقال:
- «هذه يمين يدخل فيه الملوك وجندهم، فأمّا الحواشي فهم بمعزل عنها.» فلم يقنعوا بذلك فألزمه بهاء الدولة الحلف فحلف.
وجلس بهاء الدولة للعزاء بأخيه ثم ركب بالسواد، فتلقّاه الناس وخدموه وصار إليه أبو على ابن أستاذ هرمز واختلط العسكران.
[قتل الديلم نقيب نقبائهم]
ومن قبل ذلك بيوم أو يومين قتل الديلم أبا الفتح ابن الفرج نقيب نقبائهم.
[ذكر السبب فى ذلك وما كان من مكيدة أبى على ابن أستاذ هرمز فى أمره]
كان هذا الرجل مقدما فى العسكر فاستدعى أبو على ابن إسماعيل أخاه سهلان من بغداد وجعله وسيطا معه ليستميله. فلمّا استقرّ معه الدخول فى طاعة بهاء الدولة قال لهم أبو على ابن أستاذ هرمز: