للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرسوم [١] الجميلة وأنصف الرعيّة، وأزال السنن الجائرة، ودبّر أمر الوزارة والدواوين وسائر أمور المملكة بكفاية تامّة، وعفاف وتصوّن وديانة، ونظر فى المظالم وأبطل المكس بمكّة، والتكملة بفارس وسوق بحر بالأهواز، وجباية الخمور بديار ربيعة فبانت بركته على الدنيا، وعمر البلاد وتوفّر الارتفاع، واستقام أمر السلطان وعادت هيبة الملك، وصلح أمر الرعيّة.

ثمّ أسقط علىّ بن عيسى الوزير أكثر ما زاده الخاقاني فى وزارته فى دواوين الجند وإقطاعاتهم، وكانت هذه الزيادة قد لحقت القوّاد وسائر أصناف الجند، ولحقت الخدم والحاشية [٩٤] وجميع الكتّاب والمتصرّفين، وكانت كثيرة.

فلمّا أسقطها عاداه أكثر الناس وشنّعوا عليه بالضيق والشحّ وقطع الأرزاق، وإنّما اضطرّ إلى ذلك لمّا رأى نفقات السلطان زائدة على دخله زيادة مفرطة تحوج إلى هدم بيوت الأموال وصرفها فى نفقات يستغنى عنها.

[مناظرة بين على بن عيسى وابن الفرات]

وحكى ثابت بن شيبان [٢] عن علىّ بن عيسى أنّه قال: كنت عملت عملا لارتفاع المملكة وما علىّ من الخرج، فكان الخرج زائدا على الدخل بشيء كثير، فقال لى ابن الفرات يوما بعد صرفه إيّاى وقد أخرجت إليه فى دار السلطان ليناظرنى:

- «أبطلت الرسوم وهدمت الارتفاع» فقلت له:

- «أىّ رسم أبطلت؟»


[١] . فى مط: الرسولة الجميلة.
[٢] . كذء فى مط: سنان. وما فى الأصل ومد: شيبان، والرواية موجودة فى كتاب الوزراء: ٣٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>