وحالا فحالا، وترك إيحاشهم ما أمكن، ومداراة من تجب مداراته، والبطش بمن لا حيلة فى استصلاحه ولا دواء لسريرته.
وقد كان حصفاء الملوك يخرجون من خزائنهم الأموال العظيمة جدا إلى أصحاب الأخبار ولا يستكثرونها فى جنب ما ينتفعون به من جهاتهم.
فأما ما انتهى إليه أمر ديسم فإنّه خاف بعد ذلك على نفسه وسأل المرزبان أن يخرجه إلى قلعته بالطرم ليقيم فيها مع أهله ويقبض على ارتفاع ضياعه وهو ثلاثون ألف دينار فى السنة وهو دون ما كان يبذله المرزبان له ويتكلّفه من مؤونته. [٧٣] فأجابه إلى ذلك وحصل فى القلعة مصونا فى أهله ونفسه وضياعه.
[ودخلت سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة]
وفيها وافى الأمير أبو الحسين أحمد بن بويه إلى عسكر أبى جعفر بإزاء البصرة وأظهر أنّ السلطان كاتبه فى حرب البريدي. فأقام مدّة يحاربهم ثمّ استأمن جماعة من قوّاده إلى البريديين مثل روستاباش وغيره. فاستوحش من المقام وعاد إلى الأهواز بعد أن استأمن إليه جماعة من عسكر البريدي.
وفيها زوّج ناصر الدولة ابنته من الأمير أبى منصور ابن المتّقى ووقّع الأملاك والخطبة بحضرة المتقى ولم يحضر ناصر الدولة وجعل العقد إلى أبى عبد الله محمّد بن أبى موسى الهاشمي. وكان الخاطب القاضي الخرقى فلحن فى مواضع وجعل الصداق والنحلة واحدا وجعلها صداقا وكان الصداق خمسمائة ألف درهم والنحلة مائة ألف دينار ولم يحسن أن يعقد التزويج