ذكر ما دبّره مؤيّد الدولة فى الاستيلاء على الملك وحالت المقادير دونه
لمّا علم مؤيد الدولة بوفاة عضد الدولة سمت نفسه للاستيلاء على الممالك والقيام مقامه فيها وكان قد أنفذ أبا على القاسم إلى فارس متحملا لرسالة إلى الأمير أبى الفوارس ابن عضد الدولة. فورد كتاب أبى على هذا عليه بوقوع الخطبة له فى بلاد فارس وثبوت اسمه على الدينار والدرهم.
وقدم أبو نصر خواشاذه ورسول من الأمير أبى الفوارس إليه فلبث عنده أياما وعاد بالجواب ثم راسل أخاه فخر الدولة بالوعود الجميلة [١٣٧] وبذل له ولاية جرجان وتقويته بما يحتاج إليه من الأموال فلم يسكن فخر الدولة إلى قوله وأقام بموضعه.
وبينما الحال على ذلك إذ جاءه الأمر الذي لا يغلب والنداء الذي لا يحجب فخضع لأمر الآمر مطيعا ولبّى دعوة الداعي سريعا قضية الله سبحانه فى الأولين والآخرين ومشيئته فى الذاهبين والغابرين. قال الله تعالى:«لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً» ١٩: ٩٤- ٩٥. [١]
ذكر كلام سديد للصاحب ابن عبّاد
ولمّا عرضت لمؤيد الدولة علة الخوانيق واشتدت به قال له الصاحب:
- «لو عهد أمير الأمراء عهدا إلى من يراه يسكن إليه الجند إلى أن يتفضل الله تعالى بعافيته وقيامه إلى تدبير مملكته لكان ذلك من الاستظهار الذي لا ضرر فيه.»