للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علىّ- وإلى عيسى بن جعفر بن أبى جعفر، وإلى محمد بن عيسى بن نهيك [١] وإلى صالح صاحب المصلّى، وأمرهم أن يخرجوا إلى المأمون وألّا يدعوا وجها من الرفق، إلّا بلغوه وسهّلوا الأمر عليه، فيه وحمل معهم من الألطاف والهدايا والبرّ شيئا كثيرا وذلك فى سنة أربع وتسعين ومائة.

فتوجّهوا بكتابه، فلمّا وصلوا إلى عبد الله أذن لهم، فدفعوا إليه كتاب محمد وما كان بعث [٥٦] معهم من الأموال والهدايا. ثمّ تكلّم العبّاس بن موسى بن عيسى فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال:

[كلام العباس عند المأمون]

- «أيّها الأمير، إنّ أخاك قد تحمّل من الخلافة ثقلا عظيما، ومن النظر فى أمور الناس عب ءا جليلا، وقد صدقت نيّته فى الخير فاعتوره [٢] الوزراء والأعوان والكفاة على العدل، وقليل ما يأنس بأهل بيته، وأنت أخوه وشقيقه وقد فزع إليك فى أموره وأمّلك للمؤازرة والمكانفة، ولسنا نستبطئك فى برّه اتهاما لنظرك [٣] له، ولا نحضّك على طاعته تخوّفا لخلافك عليه وفى قدومك عليه أنس عظيم له، وصلاح لدولته وسلطانه. فأجب أيّها الأمير دعوة أخيك وآثر طاعته وأعنه على ما استعان بك من أمره، فإنّ فى ذلك قضاء الحق وصلة الرحم وعزّ الخلافة، عزم الله على الرشد فى أموره وجعل له الخيرة فى عواقب رأيه.» وتكلّم عيسى بن جعفر بكلام قريب المعنى من هذا الكلام، وكذلك محمد بن عيسى بن نهيك وصالح صاحب المصلّى. [٥٧] فلمّا قضوا كلامهم


[١] . وزاد فى آ: واللين.
[٢] . كذا فى الأصل وآ ومط: فاعتوره. وما فى الطبري (١١: ٨١٢) : فأعوزه.
[٣] . كذا فى الأصل وآ ومط: لنظرك. وما فى الطبري (١١: ٨١٢) : لنصرك.

<<  <  ج: ص:  >  >>