للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقدّمة المصنّف

الحمد لله ربّ العالمين [١] حمد الشاكرين، وصلواته على محمّد النبيّ وآله أجمعين [٢] . قد أنعم الله علينا، معاشر خدم مولانا الملك السيّد الأجلّ، وليّ النعم- أطال الله بقاءه، وأكبّ أعداءه، وحرس ملكه، وأعزّ سلطانه- لمّا أخرجنا في زمانه، وأنشأنا في أيامه، وبوّأنا ظلّه، وأنزلنا كنفه، وجعلنا من خاص خدمه.

فنحن نتقلّب [٣] من نعمه فيما لا شكر له غير الدعاء، ولا ثمن له غير الثناء، فنسأل الله بأخلص نيّة وأصدق طويّة، إدامة أيّامه، والإمتاع بما خوّلناه من إنعامه، إنّه جواد كريم.

وإنّى لمّا تصفّحت أخبار الأمم، وسير الملوك، وقرأت أخبار البلدان، وكتب التواريخ، وجدت فيها ما تستفاد منه [٢] تجربة لا تزال [٤] يتكرّر مثلها وينتظر حدوث شبهها وشكلها: كذكر مبادئ الدول، ونشء [٥] الممالك، وذكر دخول الخلل فيها بعد ذلك، وتلافى من تلافاه وتداركه إلى أن عاد إلى أحسن حال، وإغفال من أغفله واطّرحه إلى أن تأدّى إلى الاضمحلال والزوال، وذكر ما يتّصل


[١] . ربّ العالمين: سقطت من مط.
[٢] . التصلية في مط: وصلّى الله على نبيّه وآله أجمعين.
[٣] . تقلّب في الأمر: تصرّف فيها كيف يشاء. يقال: فلان يتقلّب في أعمال السلطان وفي نعمائه.
[٤] . مط: لا يزال.
[٥] . مط: ونشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>