- «يا عدوّ الله قتلت رجلين من أهل الخراج؟» فقال له:
- «قد كان- أصلحك الله- منّى ما هو أعظم من هذا.» قال:
- «وما هو؟» قال:
- «خروجي من الطاعة وفراقي الجماعة. ثمّ إنّك آمنت كلّ من خرج إليك وهذا أمانى وكتابك لى.» فقال له الحجّاج:
- «قد لعمري فعلت أولى لك.» وخلّى سبيله.
رجعنا إلى حديث شبيب. ثمّ إنّه لمّا انفسخ الحرّ عن شبيب خرج من ماه فى نحو من ثمانمائة رجل. فأقبل نحو المدائن وعليها مطرف بن المغيرة بن شعبة.
فجاء حتّى نزل قناطر حذيفة بن اليمان. فكتب ماذرواسب، وهو عظيم بابل مهروذ، إلى الحجّاج يخبره خبر شبيب. فقام الحجّاج فى الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال:
- «أيها الناس، لتقاتلنّ عن بلادكم وعن فيئكم [١] أو لأبعثنّ إلى قوم هم أطوع وأسمع وأصبر على البلاء منكم، فيقاتلون عدوّكم ويأكلون فيئكم.» فقام إليه الناس من كلّ جانب يقولون:
- «نحن نقاتلهم ونعتب الأمير، فليندبنا إليهم، فإنّا حيث سرّه.»