التخالص والتصافي بيمين بالغة، وشرطت وحرّرت على النسختين وعاد بهاء الدولة إلى الأهواز.
وورد أبو عبد الله الحسين بن على بن عبدان نائبا عن صمصام الدولة بالحضرة وناظرا فيما أفرد له من الإقطاع بالعراق، وعوّل على أبى سعد بندار ابن الفيروزان فى النيابة عن بهاء الدولة بفارس.
[وفاة صاحب مصر الملقب بالعزيز]
وفى هذه السنة ورد الخبر بوفاة أبى الفرج يعقوب بن يوسف وزير صاحب مصر الملقّب بالعزيز [١] .
[ذكر حاله وما جرى عليه أمر الوزارة بمصر من بعده]
كان أبو الفرج كبير الهمّة عظيم الهيبة فاستولى على الأمر ونصح صاحبه فيه فقرب من قلبه وتمكّن من قربه، ففوّضت الأمور إليه واستقامت على يديه.
فلمّا اعتلّ علّة الوفاة ركب إليه صاحب مصر عائدا ووجده على شرف اليأس فحزن له وقال:
- «يا يعقوب، وددت أن تباع فأبتاعك بملكي أو تفدى فافتديتك. فهل من حاجة توصى بها؟» فبكى [٢٧٣] يعقوب وقبّل يده ووضعها على عينه وقال:
- «أمّا فيما يخصّنى فلا، فإنّك أرعى لحقّى من أن أسترعيك، وأرأف
[١] . والوزير هو أبن كلس. وردت هذه القصة فى تاريخ أبى يعلى ابن القلانسي ص ٣٢ وهي مأخوذة من تاريخ هلال الصابي. وفى إرشاد الأريب ٢: ٤١١ وردت قصة ابن كلس هذا مع ولد للوزير أبى الفضل ابن حنزابة (مد) .