وعوّل على أبى غالب محمد بن علىّ بن خلف فى الغيابة عنه وقدّمه واصطنعه، وفرّق العساكر فى النواحي، وأخرج أبا جعفر أستاذ هرمز إلى كرمان واليا عليها، وقبض على ألفتكين الخادمى.
[ذكر السبب فى القبض على ألفتكين [٤٦٤]]
كان أبو على ابن إسماعيل يرعى لفلح ما أسداه إليه من جميل فى استتاره ببغداد. فقدّمه ونوّه بذكره وثقل ذلك على ألفتكين وأضمر به استيحاشا منه.
واتفق أنّ أبا علىّ فى بعض مواقفه بباب السوس قال لألفتكين:
- «يا حاجب الحجّاب قد عزمت على [١] أن أمضى فى قطعة من الجيش إلى وراء السوس وأدخل أطراف البلد. فإنّ الديلم إذا عرفوا خبرنا اضطربوا وانصرف قوم منهم إلينا فتشوّشت تعبيتهم. فإذا بدت ذلك الفرصة وأمكنتك الحملة فاصنع ما أنت صانع.» وقرّر ذلك معه وترك أبو علىّ علامته بحالها ودار من وراء الديلم ومعه نجب من الغلمان غيرهم ودخل شوارع السوس فانفصل من العسكر الصمصامى شهرستان فى خمسمائة رجل وتلقّاهم واقتتلوا قتالا شديدا واضطرب مصافّ الديلم ولاحت الفرصة لألفتكين فى الحملة، فتوقف عنها غيظا من أبى على الموفّق لأنّه كره أن يتمّ أمر على يده. فنقم أبو على هذا الفعل عليه وأسرّه فى نفسه.
وحصل على باب شيراز بإزاء ابن بختيار فظهر من ألفتكين من التقاعد قريب ممّا تقدّم. فلمّا تمّ أمر الفتح وورد بهاء الدولة واستقرت الأمور، عمل