للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالفتح، فالتمس السفن والزبازب وعبر إلى قرية فوق الأبلّة وعسكر بها وكتب إلى الحبشي يشير عليه بالخروج إلى الأهواز فالتمس منه الأمان والتوثقة، فآمنه على النفس والولد والحرم وتوقّف عن ذكر المال والحال.

فتنبّه الحبشي على ذلك وتردّدت فيه الرسل فلم يسكن ولم يخرج.

فعبّى الوزير أبو الفضل عسكره وزبازبه وزحف إلى البصرة وملك منها الموضع المعروف بالسيالجة [١] ولم يزل ينفذ إليه رسولا بعد رسول من شجعان الأتراك والديلم ويأمرهم أن يقيموا عنده ويتوكّلوا به ولا ينصرفوا بالجواب، إلى أن أحاط به منهم بضعة عشر رجلا بالسلاح ثم أنفذ أبا سهل ديزويه العارض فى طائفة وافرة من العسكر فدخلوا إليه وأخرجوه إخراجا بين الجميل والقبيح وحمل معه أهله وولده وما خفّ من ماله وجواهر كانت له فلم يوصله الوزير [٣١٤] إليه وأمر بأن يسلّم إلى أحمد الطويل ليصير به إلى حصن مهدى ففعل ذلك وأقام هناك معتقلا أيّاما ثم حمل إلى الأهواز وبقي مدّة أخرى ثم إلى رامهرمز واعتقل بها اعتقالا جميلا ثم أزيل التوكيل عنه وحمل إلى عمّه ركن الدولة بحديث يطول ولا فائدة فى ذكره. ثم حصل عند عضد الدولة فأقطعه إقطاعا يسعه ومن معه، وأمره أن يحصل بسابور وهي كورة من كور فارس نزهة كثيرة العيون والأشجار والصيد، فأقام بها إلى أن توفّى فى آخر سنة تسع وستّين وثلاثمائة.

الوزير أبو الفضل يملك البصرة ويصادر أصحاب الحبشىّ

وملك الوزير ابو الفضل البصرة عنوة وأنفذ إليه بختيار خلعا جليلة فلبسها وركب فيها ونصبت له القباب فانبسطت يده وقوى سلطانه وصادر أصحاب


[١] . فى نسخة اكسفرد: «بالسباجية» . (مد) . وفى مد أيضا: السبالجة.

<<  <  ج: ص:  >  >>