له الأرصاد أربعين سنة وأنفقت على حروبه الحرائب وبعد أن أذلّ الجبابرة وأرباب الدول وطواهم أولا أولا وقدّمهم أمامه على غصص يتجرعونها وذحول يتحملونها وهو ممنوع الحريم محصّن الساحة محمى من غوائلهم ومكايدهم، فلمّا أطرقه [٥٠١] الله لم يكن له مستقدم ولا مستأخر.
عضد الدولة يجرّد جيشا لطلب بنى شيبان
وفيها جرّد عضد الدولة جيشا مع صاحبه وثقته أبى القاسم على بن جعفر الواذارى وضم إليه أبا العلاء النصراني لطلب بنى شيبان.
ذكر السبب فى ذلك كانت هذه القبيلة أعنى بنى شيبان مستعصين قد تعوّدوا النهب والغارة والتلصص وأعيت الحيلة فى طلبهم. وذاك أنّ لهم خيولا جيادا يعوّلون عليها فى الهرب إذا طلبوا فكانت سراياهم تبلغ فى الليلة الواحدة ثلاثين فرسخا وربما زادوا على ذلك فيمسون بموضع ويصبحون على هذه المسافة البعيدة وكذلك يصبحون فى مكان ويمسون منه على مثل ذلك، ولا يصح للسلطان خبرهم ولا يتأتى له طلبهم.
وكان لهم رئيس يعرف ... [١] وكانوا مع ذلك قد عقدوا بينهم وبين أكراد شهرزور المتغلبين عليها مصاهرات وأذمّة. وشهرزور هذه لم تزل ممتنعة على السلطان لا يذعن أهلها لحصانة المدينة ولأنّهم فى أنفسهم عتاة ذوو بأس وجلد.
فأراد عضد الدولة أن يبدأ بشهرزور ليقطع بين أعراب بنى شيبان