وعيادته من مرضه ويلزمني حينئذ تفقد أسبابه وحاشيته ولا يلزمه لى ولا لأحد ممن يصحبنى شيء ولا يتحدث بأنّه قصدني أو زارني.» فتقرر الرأى على ذلك وتشمّر أبو الفتح ابن العميد له حتى تمّت العزيمة ونهض ركن الدولة مع ضعفه ومرضه وحضر أصبهان واستدعى الأمير فخر الدولة وهو ابنه علىّ وكان مؤيد الدولة فى ولايته مقيما بأصبهان وهو ابنه بويه وحضر عضد الدولة وخرج ركن الدولة فى تلقّيه.
فلمّا قرب من البلد وقف على نشز من الأرض حتى ترجّل له عضد الدولة ابنه وقبّل الأرض مرات ثم تقدم إليه فقبل يده [٤٥٩] ثم تتابع القواد والأمراء وكبار الحاشية بتقبيل الأرض والخضوع له. فرأى لنفسه منظرا يسر مثله الآباء فى أولادهم. ثم سار حتى نزل ونزل كل واحد حيث رسم له ونزل عضد الدولة معه فى دار الامارة فى الابنية التي كان استحدثها مؤيد الدولة.
ثم دعا أبو الفتح ابن العميد دعوة جمع فيها ركن الدولة وجميع أولاده ووجوه الأمراء والقواد والحاشية وخاطبهم ركن الدولة بأن عضد الدولة ولىّ عهده وخليفته على ممالكه وأنّ مؤيد الدولة وفخر الدولة خلفاؤه فى الأعمال التي رتبهم فيها.
ولزمت أبا الفتح مؤونة عظيمة وحمل إلى كل واحد من ركن الدولة والأمراء من أولاده وقوّاده وحاشيته ما يليق به وكان فى جملة ما خلع على الخواص من الديلم ومن يجرى مجراهم ألف قباء وألف كساء.
تقرّر الرئاسة على عضد الدولة
وانصرف القوم وقد تقررت الرئاسة من بين أولاد ركن الدولة على عضد الدولة، واعترف له مؤيد الدولة وفخر الدولة به وخدماه بالريحان على الرسم