للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس من الخراج، وهذا الكتاب كان بليغا، والفرس يحفظونه.

ويقال: إنّ بهرام ترك من حقّ بيت المال من الخراج سبعين ألف ألف [٠٠٠ بن ٠٠٠ بن ٧٠] درهم بقسط تلك السنة، وكان هذا مقدار ما بقي منه، ثمّ [أمر بترك] [١] الخراج ثلاث سنين أخر.

[قصده الهند والروم والسند والسودان]

ثم إنّ بهرام لما انصرف من غزوه خاقان مظفّرا قصد الهند، فيحكى له حكايات عظيمة وأمور كبار تولّاها، وغلب عليها، وزوّجه [١٥٧] ملك الهند ابنته ونحله الديبل [٢] ومكران وما يليها، فضمّها بهرام إلى أرض الفرس، وحمل خراجها إلى بهرام.

ثم أغزى بهرام «مهرنرسى» إلى بلاد الروم في أربعين ألف مقاتل، وأمره أن يقصد عظيمها ويناظره في أمر الإتاوة وغيرها. فتوجّه مهرنرسى في تلك العدّة، ودخل قسطنطينية، ومقامه مشهور هناك، فهادنه ملك الروم، وانصرف بجميع ما أراد بهرام- وكان مهرنرسى هذا من ولد بهمن بن اسفندياذ بن بشتاسف، وربما خفّف اسمه، فقيل: «نرسى» - وبلغ مبلغا، وكلّ ذلك بهيبة بهرام وما تمكّن له في قلوب الملوك وأهل الأطراف والجند من جودة الرأى وحسن التدبير والشجاعة ونفاذ العزيمة، وقلّة الاتّكال على غيره.

وذكر أنّ بهرام بعد فراغه من أمر خاقان وأمر ملوك الروم والسند، مضى إلى بلاد السودان [٣] من ناحية اليمن، فأوقع بهم، وقتل منهم مقتلة عظيمة، وسبى منهم خلقا، وانصرف إلى مملكته.


[١] . كلمة مطموسة في الأصل، وما أثبتناه من مط.
[٢] . ديبل: كرسي ارمينية في الحكم الإسلامى (لج: ١٩٦) . أنظر الطبري ٢: ٨٦٨، وابن الأثير ١: ٤٠٦.
[٣] . ما في الأصل يشبه «السردان» ، وما أثبتناه يؤيده مط والطبري ٢: ٨٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>