للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لهما شرطا. فلما طعناه، دفع إليهما حكمهما، ووفى لهما بشرطهما، [٦٧] ثم قال:

- «قد وفيت لكما بالشرط، ولم تكونا شرطتما أنفسكما، وأنا قاتلكما، فإنّه ليس ينبغي [١] لقتلة الملوك أن يستبقوا، إلّا بذمّة لا تخفر [٢] » ، فقتلهما وصلبهما.

ويقال: إنّ الإسكندر في الأيام التي نازل فيها دارا كان يصير إليه بنفسه على أنه رسول. فيتوسط العسكر، ويعرف كثيرا مما يحتاج إليه. فكان إذا وصله [٣] دارا، أعجب به واستحسن سمته [٤] ومجاراته. إلى أن اتهمه وأحسّ الإسكندر، فهرب.

[ذكر حيلة للإسكندر]

فلمّا تواقفت [٥] الخيلان يوم الحرب، خرج الإسكندر من صفّ أصحابه وأمر من ينادى:

- «يا معشر الفرس! قد علمتم ما كتبنا [٦] لكم من الأمانات، فمن كان منكم على الوفاء، فليعتزل عن العسكر، وله منّا الوفاء بما ضمنّاه.» واتهمت الفرس بعضها بعضا. فكان أول اضطراب حدث فيهم.

[حيلة أخرى]

ومما يحكى من حيله في الحروب: [٦٨] أنه لما شخص عن فارس إلى أرض الهند، تلقّاه فور ملكها في جمع عظيم، ومعه ألف فيل عليها السلاح والرجال، وفي خراطيمها السيوف والأعمدة، فلم تقف دواب الإسكندر وانهزم. فلما حصل


[١] . ينبغي: سقطت من مط.
[٢] . مط: لا تخف! خفر بالعهد: وفي به. خفر العهد وبه: نقضه (مو) .
[٣] . في الأصل: أوصله. وفضّلنا ضبط مط.
[٤] . السمت: السكينة والوقار، الهيئة.
[٥] . مط: تواقف.
[٦] . مط: ما اتعالكم!

<<  <  ج: ص:  >  >>