للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقضاة معه فجمع بينهم وبين القاضي أبى عبد الله الضبّى، واستطال أبو عبد الله فى القول عليهم، فمنهم من أجاب ومنهم من أمسك عنه.

وانصرف القوم وتأخّر أبو الحسن فأقام فى الدار وقرّر أمر نفسه واستعطف الشريف أبا الحسن ابن عمر واستكفّ كلّ من كان يقصده واستصلح فتمّ له الأمر واستتبّ.

وفيها عاد أبو جعفر الحجّاج من الموصل ذكر السبب فى ذلك وما جرى الأمر عليه

لمّا توفّى أبو الدواد محمد بن المسيّب طمع المقلّد أخوه فى الإمارة فلم تساعده العشيرة، لأنّ من عادتها تقديم الكبير من أهل البيت وكان علىّ [١] أسنّ منه فأجمعوا عليه وولّوه.

وأيس المقلّد من الإمارة فعدل إلى طلب الموضع وبدأ باستمالة الديلم الذين كانوا مع أبى جعفر، واستفسادهم عليه وثنى برسالته بهاء الدولة خاطبا لضمان الموصل بألفي ألف درهم [٣٩٨] فى كلّ سنة، وبذل تقديم مال عنها واستصلح قلوب الحاشية.

ثم عدل إلى علىّ أخيه وأظهر له أنّ بهاء الدولة قد ولّاه الموصل وأنّ أبا جعفر يدافعه عنها، وسأله النزول معه بالحلل عليها، فإنّ أبا جعفر إذا علم اجتماع الكلمة خاف واندفع عنها.

فلبّى على دعوة أخيه وأجابه إلى سؤاله قاضيا حقّه فيه. فلمّا نزلت الحلل على باب الموصل استأمن عدد من الديلم الذين استفسدوا من قبل وعلم أبو جعفر أن لا طاقة له بالقوم، فاعتصم بقصر كان استحدثه ملاصقا إلى دار


[١] . وفى الأصل: أبو على.

<<  <  ج: ص:  >  >>