للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: «لا أفتحها إلّا بالسيف.» فقال له:

- «شأنك وما تريد، فإنّى أنا مقيم فى عسكري على باب المدينة.» فلمّا كان من غد ترجّل وأخذ سيفا ودرقة وصعد راجلا والمسلك إلى باب القلعة ضيّق لا يحمل أن يسلكه أكثر من واحد فصعد وتبعه أصحابه واحدا واحدا.

وقد كان حصل فى القلعة الجماعة من الديلم فتركوه حتى إذا قرب فتحوا الباب وأرسلوا عليه حجرا فوقع عليه وأنقلب ثمّ وثب وهو مدوّخ، فرماه واحد من الديلم بخشت [١] فأنفذ صدره وركب رأسه فأخذه أصحابه وانصرفوا إلى الدمستق.

فلمّا رآه مقتولا أحضر من كان أسر من المسلمين فضرب أعناقهم بأجمعهم.

وسار إلى بلد الروم بما معه ولم يعرض لسواد حلب والقرى التي حولها وقال لأهلها:

- «هذا البلد قد صار لنا فلا تقصروا فى العمارة فإنّا بعد قليل نعود إليكم. [٢٥٧]

[ودخلت سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة]

وفيها ورد الخبر بأنّ قوما من رجّالة الأرمن صاروا إلى الرّها فاستاقوا خمسة آلاف رأس من الغنم وخمسمائة رأس من البقر والدواب واستأسروا نفرا من المسلمين وانصرفوا موفورين.


[١] . كذا فى الأصل: بخشت. ما فى مط، مهمل فى الأخير. والمثبت فى مد: بخشب.

<<  <  ج: ص:  >  >>