الأهواز وخفّة الأتراك المقيمين بحضرة سبكتكين أنّ بختيار قد توفى ليصير سبكتكين إليه معزّيا ومشاركا فى المصيبة ووافق أخاه أيضا على مثل ذلك، فإذا حضر أوقعا به وقبضا عليه. فكتب إليهما ساعة قبض على رؤساء الأتراك على الأطيار بالعمل على ذلك الاتفاق. فأشاعا ورود نعيه وظنّا أنّ سبكتكين لا يتأخر عنهما وكان أرزن وأرجح من أن يصير إليهما ولو صار إليهما لما حضر إلّا على نهاية الاستظهار. فإنّ غلمان داره المماليك أربعمائة سوى أتباعهم وسوى الديلم برسمه وسوى حجّابه ومن فى جملتهم. [٤١٣] وكان هذا الرأى من بختيار بعيدا من الصواب خليقا بالانتفاض. فاقتصر سبكتكين على مراسلتهم بالمسألة عن الخبر ومن أين صحّ، وتوقّف عن الركوب إلى أن وردت رسل أصحابه وكتبهم بشرح ما جرى على حقيقته.
فجمع حينئذ الأتراك المقيمين ببغداد وأعلمهم ما عومل به رفقاؤهم وأنّ الستر قد انخرق وانهتك وأنّ دماءهم قد أحلّت وأبيحت. فدعوه إلى أن يتأمّر عليهم ليطيعوه، فتوقف عن ذلك وراسل أبا إسحاق ابن معزّ الدولة يعلمه أنّ الحال بينه وبين بختيار أخيه منفرجة انفراجا لا التئام له وأنّ أكثر الجيش نافر عنه وأنّه ليس يستحسن أن يعدل عن طاعة مواليه وإنّ عقّوه وباينوه وأنّه يعقد الأمر له ويجمع الأتراك على متابعته وينقل الديلم عن بختيار إليه ويتكفل له بالأمر حتى يستقرّ عليه.
[ذكر انتقاض [١] هذا التدبير بعد استمراره حتى ثارت الفتنة العظمى]
لما قبل أبو إسحاق ابن معزّ الدولة هذا الرأى ودخل تحته، علم أنّ بختيار