وفى هذه السنة استوحش مونس المظفّر ويلبق وعلىّ ابنه والوزير أبو علىّ ابن مقلة من القاهر بالله فضيّقوا عليه وعلى أسبابه.
[ذكر السبب فى ذلك]
كان السبب فى ذلك انحراف الوزير أبى علىّ ابن مقلة عن محمّد بن ياقوت فمكّن فى قلب مونس المظفّر ويلبق وعلى ابنه أنّه فى تدبير عليهم مع القاهر بالله وأنّ عيسى المتطبّب يترسّل للقاهر إليه فوجّه مونس بعلىّ بن يلبق إلى دار السلطان وسأل عن عيسى فعرّف أنّه بحضرة القاهر فهجم عليه غلمان علىّ بن يلبق فوجدوه واقفا بحضرة القاهر فقبضوا عليه وأخرجوه إليه فنفاه من وقته إلى الموصل.
واجتمع رأى مونس ويلبق وابنه والوزير أبى علىّ على الإيقاع بمحمّد بن ياقوت والنداء فى أصحابه [٤١٢] ألّا يقيموا ببغداد.
فلمّا كان يوم الأربعاء لليلة خلت من جمادى الآخرة خرج علىّ بن يلبق فى الجيش ومعه طريف السبكرى للإيقاع بمحمّد بن ياقوت وبلغ محمّد ابن ياقوت ذلك فانكشف من معسكره من ميدان الأشنان وطلبه علىّ بن يلبق فلم يقف على خبره وذلك أنّه دخل إلى بغداد واستتر بها وتفرّق رجاله وانصرف علىّ ابن يلبق من فوره إلى دار السلطان وأوقع التشدّد على القاهر ووكّل بالدار أحمد بن زيرك وأمره أن يفتّش كلّ من يدخل ويخرج من الرجال والنساء والخدم ويفتّش كلّ ما يدخل إلى القاهر ففعل أحمد بن زيرك ما أمره به حتّى بلغ الأمر به أن فتّش لبنا حمل إلى القاهر وأدخل يده فيه لئلّا يكون فيه رقعة.