للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المساكين، وربما ابتاع قطفا وفرّقها فيهم وهو مع ذلك يقتل الخلق للحجّاج.

وحكى أنّ الحجّاج عاده من علّة اعتلّها، فوجد بين يديه كانونا من طين ومنارة خشب، فقال:

- «يا أبا العلاء، ما أرى [١] أرزاقك تكفيك.» فقال:

- «إن كانت ثلاثمائة لا تكفيني، فثلاثون ألفا لا تكفيني.» ويزيد بن أبى مسلم [٤٦٩] هو الذي نبّه الحسن البصري على الاستتار حتّى سلم من الحجّاج، وذلك أنّه لقيه خارجا من عنده فقال له:

- «توار يا با سعيد، فإنّى لست آمن أن تتبعك [٢] نفسه.» فتوارى عنه، وسلم منه. وقيل: إنّه استتر تسع سنين.

عبد الملك وكاتب له قبل هديّة

وبلغ عبد الملك أنّ بعض كتّابه قبل هديّة، فقال له:

- «أقبلت هديّة منذ ولّيتك؟» فقال:

- «أمورك، يا أمير المؤمنين، مستقيمة، والأموال دارّة، والعمّال محمودون، وخراجك موفّر.» فقال:

- «أخبرنى عمّا سألتك.» قال:

- «نعم، قد قبلت.» قال:

- «فو الله لئن كنت قبلت هديّة لا تنوي مكافأة للمهدي لها، إنّك لدنىّ ولئيم، وإن كنت قبلتها لتستكفى رجلا لم تكن لتستكفيه لولاها، إنّك لخائن، ولئن كنت نويت تعويض المهدى عن هديّته ولا تخون له أمانة ولا تثلم له [٣] دينا، فلقد


[١] . وفى مط: لا أرزاقك، بدل: ما أرى أرزاقك. وهو خطأ.
[٢] . تتبعك: مهملة فى الأصل، وما أثبتناه يوافق مط.
[٣] . له: سقطت من مط.

<<  <  ج: ص:  >  >>