وفى هذه السنة هاج [١] الشغب ببغداد بين الحربية والحسن بن سهل.
[ذكر السبب فى ذلك]
لمّا خرج هرثمة إلى خراسان وثبوا وقالوا:
- «لا نرضى حتّى نطرد الحسن بن سهل وعمّاله عن بغداد.» وكان من عمّاله بها محمد بن أبى خالد، وأسد بن أبى الأسد. فأخرجوهم وطردوا أسبابهم، وصيّروا إسحاق بن موسى بن المهدى خليفة للمأمون ببغداد، فاجتمع أهل الجانبين على ذلك ورضوا به.
وكان الحسن بن سهل مقيما بالمدائن [١٤٣] منذ شخص هرثمة إلى خراسان وإلى أن اتصل بأهل بغداد خبر هرثمة وما صنع به المأمون. فلمّا علم الحسن بن سهل أنّ أهل بغداد قد وقفوا على ذلك أرسل إلى علىّ بن هشام، وهو والى بغداد من قبله أن:
- «امطل جند الحربية والبغداديين أرزاقهم ومنّهم ولا تعطهم.» فلمّا وثب أهل بغداد بأصحابه دسّ إلى قوم من قوّادهم أن يشغّبوا على إسحاق بن موسى. فشغّبوا، فحوّل الحربية لإسحاق إليهم وأنزلوه على دجيل، وبعث الحسن بن سهل علىّ بن هشام من الجانب الآخر وجاء هو ومحمد بن أبى خالد وقوّادهم ليلا حتّى دخلوا بغداد، فقاتل الحربية ثلاثة أيّام على قنطرة الصراة العتيقة والجديدة والأرجاء.
ثمّ إنّه وعد الحربية أن يعطيهم رزق ستّة أشهر إذا أدركت الغلّة فسألوه أن