للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر حيلة احتال بها أبو أيّوب المورياني على أبى مسلم حتّى ترك التحرّز

قال أبو أيوب:

فأرسلت إلى سلمة بن سعيد بن جابر وكان يأنس به أبو مسلم فقلت:

- «هل عندك شكر؟» قال: «نعم.» قلت: «إن ولّيتك ولاية تصيب منها ما يصيب صاحب العراق [٣٧٣] تدخل معك أخى حاتم بن أبى سليمان؟» قال: «نعم.» قلت- وأردت أن يطمع ولا ينكر منه شيئا-: وتجعل له النصف؟» قال: «نعم.» قلت: «إنّ كسكر كالت عاما أوّل كذا وكذا، وفيها العام أضعاف ما كان عام أوّل، [١] فإن دفعت إليك بقبالتها التي كانت عاما أوّل أو بالأمانة أصبت ما تضيق به ذرعا؟» قال: «فكيف لى بهذا؟» قلت: «تأتى أبا مسلم فتلقاه وتكلّمه وتسأله أن يجعل فيما يرفع من حوائجه أن تولّاها أنت بما كانت فى العام الأوّل، فإنّ أمير المؤمنين يريد أن يولّيه إذا قدم ما وراء بابه ويريّح نفسه.» قال: «فكيف لى فى لقاءه ومن لى به؟» قلت: «أنا.» ودخلت على أبى جعفر، فحدّثته الحديث كلّه فلم أخرم منه شيئا. قال:


[١] . كذا فى الأصل والطبري (١٠: ١٠٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>