وفيها ورد زيار بن شهراكويه وأبو القاسم سعد بن محمد الحاجب عائدين من جرجان فندب أبو القاسم الى الموصل لقصد باد وتلافى خطئه وجدد معه عسكرا اجتهد فى عدّته وعدّته.
[ذكر ما جرى عليه أمر سعد بن محمد مع باد [١٢٨]]
سار سعد، فلمّا حصل بالموصل قبض على أبى المطرّف عاملها وفى نفسه عليه تمثله بالبيت الذي تقدم ذكره واعتقله بالموصل.
ويمّم سعد الى لقاء باد وهو واثق باقتناصه وربّ واثق خجل. فتواقعا على خابور الحسينية فانهزم سعد واستولى باد على جميع الديلم فأسر بعضا وقتل بعضا ثم ضرب رقاب الأسرى صبرا وسار الى الموصل.
وقد كان سعد سبقه إليها عند الهزيمة فثار العامة به وخرج ناجيا بنفسه حتى بلغ تكريت وكتب الى الحضرة بخبره فأجيب بأن يقيم فى موضعه.
ذكر حصول باد بالموصل وإفراجه عن أبى المطرّف
لما حصل باد بالموصل أفرج عن أبى المطرّف واستوزره.
وقويت شوكته بما تمّ له من كسر عساكر السلطان دفعة بعد أخرى واستولى على الأعمال وجبى وجوه الأموال وخرج عن حكم البوادي والمتطرفين وصار فى أعداد الخوارج المتجوفين وأرجف بأنّه محدّث نفسه بأخذ سرير الملك وقامت له هيبة فى النفوس وعظم ذلك على صمصام