للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالسّيف. فقاتل إن كان بك قتال.» فتركه السّيل وأتى بلاده وارتحل أسد إلى بلخ، وخرج أهل التّرمذ إلى حارث، فقاتلوه ووثبوا حتّى هزموه، وقتلوا أبا فاطمة وعكرمة وخلقا من أهل البصائر.

وسار أسد إلى سمرقند على طريق زمّ وكان بزمّ القاسم الشّيبانى بحصن هناك. فلمّا مرّ به أسد لم يعرض له. ولمّا عاد فى هذا الوقت مجتازا به، بعث إلى الهيثم الشّيبانى وهو بزّم أيضا [٨٤] فى طاعة الحارث. فقال له:

- «إنّكم ما أنكرتم على قومكم إلّا سوء سيرتهم، ولم يبلغ ذلك السّبى ولا استحلال الفروج ولا غلبة المشركين على مثل سمرقند، وأنا أريد سمرقند، ولك عهد الله وميثاقه أن لا يبدأك منّى شرّ، ولك المواساة واللطف والكرامة والأمان [١] لمن معك، وإن أنت غمطت ما دعوتك إليه، فعلى عهد الله وميثاقه وذمّة أمير المؤمنين وذمّة خالد، إن أنت رميت بسهم أن لا أومنك أبدا، ولا أفي لك بأمان إن جعلته لك.» فخرج إليه على ما أعطاه من الأمان. فآمنه، وسار معه إلى سمرقند.

قتل دعاة بنى العبّاس بخراسان

وفى هذه السّنة أخذ أسد جماعة من دعاة بنى العبّاس بخراسان، فقتل بعضهم ومثل ببعضهم. فكان فيهم سليمان بن كثير، ومالك بن الهيثم، وموسى بن كعب، ولاهز بن قريط، وعدّة منهم. فأمّا موسى بن كعب، فأمر به فألجم بلجام حمار، وأمر باللجام أن يجذب، فجذب حتّى تحطّمت أسنانه، ثمّ أمر فوجئ لحياه، فندر ضرسه. وضرب لاهز بن قريط بالسّوط، وأمر بصلبه، فتكلّم


[١] . نهاية الصّفحات السّاقطة من مخطوطة آ (آستان قدس) .

<<  <  ج: ص:  >  >>