للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرّر لكلّ واحد ثمانمائة درهم وأخذت البيعة على الجماعة واتفقت الكلمة على الرضا [١] والطاعة.

وأقيمت الخطبة باسم أمير المؤمنين القادر بالله أبى العبّاس أحمد رضوان الله عليه، فى يوم الجمعة الثالث من شهر رمضان. وقيل: إنّ القادر بالله [٢٩٧] رضوان الله عليه، رأى رؤيا قبل ورود الخبر إليه بمصير الأمر إليه.

[ذكر الرؤيا التي رآها القادر بالله رضوان الله عليه]

قال هبة [الله] بن عيسى كاتب مهذّب الدولة:

كنت أغشى مجلس القادر بالله فى مقامه بالبطيحة فى كل أسبوع يومين.

فإذا حضرت رفعنى وإذا رمت تقبيل يده منعني. فدخلت إليه يوما فوجدته قد تأهّب، لم تجر عادته بمثله ولم أر منه ما عوّدنيه من الإكرام، وجلست دون موضعي فما أنكر ذلك منّى، ورمت تقبيل يده فمدها إلىّ. فاختلفت بى الظنون لزلّة منّى، فإن تكن فأسأل إعلامى بها، فإمّا أن أطلب مخرجا منها بالعذر، أو ألوذ فيها بالعفو. فأجابنى بوقار أن اسمع:

- «رأيت البارحة فى منامي كأنّ نهركم هذا- وأومى إلى نهر الصليق- قد اتسع حتى صار عرض دجلة دفعات، وكأنّى متعجب من ذلك وسرت على حافته [مستعظما] لأمره ومستطرفا لعظمه. فرأيت دستاهيج قنطرة عظيمة [٢] فقلت: ترى من قد حدّث نفسه بعمل قنطرة فى هذا الموضع على مثل هذا البحر الكبير؟ وصعدته فكان [٢٩٨] بثقا محكما ومددت عيني وإذا بازائه مثله، وزال الشكّ عنّى فى انهماد دستاهيج قنطرة وأقبلت أصعد وأصوّب فى التعجب. فبينما أنا واقف عليه إذ رأيت شخصا قد تأمّلنى من ذلك الجانب


[١] . كذا فى مد: الرضاء.
[٢] . وفى مرآة الزمان: وإذا بقواعد قنطرة عظيمة. وكلمة دستاهيج، لعلّ معناها درابزين (مد) .

<<  <  ج: ص:  >  >>