وفى ليلة الجمعة مستهلّ شوال قتل أبو عبد الله محمد بن علىّ بن هدهد الحاجب الناظر فى المعونة.
[شرح الحال فى ذلك]
جرت بين ابن هدهد وبين أبى الحسن ابن رهزاذ الأحول نبوة لأمر سأله فيه وردّه عنه، وتزايد ما بينهما إلى أن بذل أبو الحسن فيه بذلا كثيرا. فقبض أبو نصر سابور عليه وسلّمه إليه واعتقل ابو الحسن فى داره. فلما كان فى ليلة يوم الجمعة كبسه العيارون وقتلوه واتهم ابن رهزاذ بأنه وضعهم على ذلك. فقبض عليهم وهم الشريف ابو الحسن محمد بن عمر بأن يقيده به.
فسأله أبو القاسم ابن مما فى بابه وأخذه إلى داره وكتب إلى الموفق بما جرى ووقف الأمر على ما يعود من جوابه ثم أفرج عنه.
وفى يوم الثلاثاء لخمس خلون منه قلّد أبو الحسن على ابن أبى علىّ المعونة بجانبي مدينة السلام وخلع عليه. وفى هذا الشهر [٥] قصد ابو الحسن على بن مزيد أبا الفواس قلج بدير العاقول، فانهزم من بين يديه ونهب البلد.
وفى يوم الأحد لليلتين خلتا من ذى القعدة ضربت الدراهم التي سمّيت «الفتحية» .
وفى يوم الإثنين العاشر منه ورد قاضى القضاة أبو الحسن عبد الجبار ابن أحمد وأبو الحسين على بن ميكال حاجين وتلقّاهما القضاة والفقهاء والشهود ووجوه الناس وأبو القاسم ابن مما وأصحاب الشريف أبى الحسن محمد بن عمر وابى نصر سابور وروعيا بالأنزال والملاطفات.