للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «كان بالأمس يضرب أعناق هؤلاء الذين ترون [١] يسرّح بها إلى بنى مروان، يريد بهلاك هؤلاء رضاهم.» فلمّا غضب نصب قصبا ووضع عليه خرقا وقال:

- «قد خالفت هؤلاء، فخالفوهم.» وقال:

- «إنّى أدعوكم إلى سنّة العمرين، ألا إنّ سنّة العمرين [٢] أن يوضع قيد فى رجليه، ثمّ يردّ إلى محبس عمر الذي حبسه فيه.» فقال ناس من أصحابه ممّن سمعوا قوله:

- «والله، لكأنّك يا با سعيد راض عن أهل الشام.» فقال:

- «أنا راض عن أهل الشام [٣] ؟ قبّحهم الله ونزحهم! أليسوا الذين أحلّوا حرم رسول الله، صلّى الله عليه، يقتلون أهله ثلاثة أيّام وثلاث ليال وقد أباحوها لأنباطهم وأقباطهم يحملون الحرائر [٥٦٣] وذوات الدين لا يتناهون عن انتهاك حرمة، ثمّ خرجوا إلى بيت الله الحرام، فهدموا الكعبة وأوقدوا النيران بين أحجارها وأستارها، عليهم لعنة الله وسوء الدار.» ثم إنّ يزيد خرج من البصرة، واستخلف عليها مروان بن المهلّب، وقدّم بين يديه عبد الملك بن المهلّب، وخرج معه بالسلاح وبيت المال، وأقبل حتّى نزل واسطا. وكان قبل أن يبلغها استشار أصحابه وقال لهم:

- «إنّ أهل الشام قد نهضوا إليكم.»

ذكر آراء أشير بها على يزيد بن المهلّب فما عمل بها

فقال له حبيب وغيره:


[١] . ترون: كذا فى الأصل والطبري (٩: ١٣٩٢) . وفى مط: يرون.
[٢] . ألا إنّ سنّة العمرين: العبارة سقطت من مط. وفى الطبري: وإنّ من سنّة العمرين ...
[٣] . أنا راض عن أهل الشام! هذه العبارة أيضا سقطت من مط.

<<  <  ج: ص:  >  >>