للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر حيلة جيّدة لو وافقت قضاء

يقال: إنّ الرجل الذي دسّه دخل على باد فى خيمته ليلا ووصل إلى موضع منامه وضربه بالسيف ضربة على رجله ظنّ أنّها على رأسه وصاح باد وهرب الرجل فلم يلحق ومرض باد لتلك الضربة حتى أشفى واجتهد سعد فى انتهاز الفرصة منه عند مرضه فلم يطاوعه من معه.

وكان شكر قد توجّه مع الأتراك إلى نصيبين على أن يكون مسيرهم ومسير سعد من الجانبين فاضطرب من كان معه من الأتراك عليه.

وراسل باد زيارا وألقى عليه نفسه وردّ أمره إليه. فمال زيار للصلح غير مظهر للميل مراقبة لأبى القاسم سعد وأشار على باد بسلوك سبيل الاستصلاح معه أيضا.

فلمّا أعيت سعدا الحيل وكثرت عليه الأسباب والعلل وعلم أنّ كثير الاجتهاد مع معاندة الأيام ضائع وقليله مع مساعدتها نافع، صالح بادا على [١٣١] أن تكون له ديار بكر والنصف من طور عبدين من غربيها وعاد سعد إلى الموصل وزيار بها وانحدر زيار إلى الحضرة وأقام سعد بمكانه.

وكان أمر هذه الوقعة والصلح فى سنة أربع ولكن سياقة الحديث اقتضت إيراده ههنا فى أخبار سنة ثلاث.

استيلاء المظفّر على الأمر

وفى هذه السنة قتل المظفر بن على الحاجب أبا الفرج محمد بن عمران وأجلس أبا المعالي ابن أبى محمد الحسن بن عمران فى الامارة ثم استولى المظفر على الأمر بعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>