للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر تدبير صواب أشار به بعضهم فلم يقبلوا منه حتى قتلوا بأجمعهم واستبيحت أموالهم وذراريهم]

كان بالبلد نصرانىّ له رأى سديد يعرف بابن سمعون وكان يسعى فى السفارة بينهم ووافق الروسية ان يبتاع كل رجل منهم بعشرين درهما فتابعه على ذلك عقلاء المسلمين وخالفه الباقون وقالوا:

- «إنّما يريد ابن سمعون أن يلحق المسلمين بالنصارى فى أداء الجزية.» فأمسك ابن سمعون وتوقف الروسية عن قتل الرجال طمعا فى هذا القدر اليسير أن يحصل لهم من جهتهم فلما لم يحصل لهم شيء وضعوا فيهم السيوف فقتلوهم عن آخرهم الا عددا يسيرا خرجوا فى قناة ضيقة كانت تحمل الماء الى المسجد الجامع والّا من افتدى [١] نفسه بذخيرة كانت له.

فربما وافق الواحد من المسلمين الروسىّ على مال يفدى [٢] به نفسه فحضر معه إلى منزله أو حانوته فإذا استخرج ذخيرته وكانت زائدة على مال موافقته [٣] لا يمكن صاحبها منها وإن كانت [١٠٣] أضعافا مضاعفة عليه وعطف بالمطالبة حتى يجتاحه فإذا علم أنّه لم يبق له عين ولا ورق ولا جوهر ولا فرش ولا كسوة أفرج عنه وأعطاه طينا مختوما يأمن به من غيره فاجتمع لهم من البلد شيء عظيم يجلّ قدره ويعظم خطره وكانوا قد حازوا


[١] . كذا فى الأصل ومط مع شيء من الغموض فى الأصل. وقرئ الأصل فى مد: اقتنى، وهي قراءة خاطئة.
[٢] . يفدى: كذا فى الأصل ومط مع شيء من الغموض فى الأصل. وقرئ الأصل فى مد: يقتنى، وهو أيضا قراءة غير صحيحة.
[٣] . فى الأصل: مواقفته.

<<  <  ج: ص:  >  >>