للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم ملك أردشير بن شيرويه]

وكان طفلا، وقيل: إنّه كان ابن سبع سنين، لأنّه لم يوجد غيره من أهل بيت المملكة، وحضنه رجل يقال له: مهاذر جشنس [١] ، فأحسن سياسة الملك فبلغ من إحكامه ذلك أنه: لم يحسّ بحداثة أردشير سوى أنّه غلط في أمر شهربراز المقيم بثغر الروم.

[ذكر غلطه في ذلك واستهانته بأمره حتى كان سبب هلاكه]

كان شهربراز في جند ضمّهم إليه كسرى، وكان كسرى وشيرويه لا يزالان يكتبان إليه في الأمر يهمّهما ويستشيرانه. فلمّا لم يشاوره عظماء [٢٦٦] الفرس في تمليك أردشير، ولم يكاتبه أيضا مهاذرجشنس، تعنّت الفرس، وتبغّى عليهم، وبسط يده، وجعله سببا للطّمع في الملك، واستطال، واحتقر أردشير لحداثة سنّه، ودعا الناس إلى التشاور في الملك. ثمّ أقبل بجنده وقد عمد مهاذرجشنس، فحصّن سور مدينة طيسبون وأبوابها، وحوّل أردشير ومن بقي من نسل الملوك ونسائهم، وما كان في بيت مال أردشير من مال وخزائن وكراع، إلى مدينة طيسبون.

فلما ورد شهربراز أناخ إلى جانب مدينة طيسبون، وحاصر من فيها، ونصب المجانيق عليها، فلم يصل إليها. فلمّا رأى عجزه عن افتتاحها أتاها من قبل المكيدة، فلم يزل يخدع رجلا يقال له: نيوخسرو [٢] ، ورجلا كان اصبهبذ نيمروزكان [٣] ، حتى فتحا له باب المدينة، فدخلها، وأخذ جماعة من الرؤساء،


[١] . وجاء في الطبري: كانت مرتبته رئاسة أصحاب المائدة (٢: ١٠٦٢) .
[٢] . الأصل مهمل النقط. في الطبري: نيوخسرو. كان رئيس حرس أردشير (٢: ١٠٦٢) .
[٣] . في الأصل: نيمروذكان، بالذال المعجمة. في الطبري: نامدار جشنس بن آذرجشنس اصبهبذ نيمروز

<<  <  ج: ص:  >  >>