للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «يا قوم إنّما فى كلّ درب فاسق واثنان إلى عشرة، وعددكم بعد أكثر.

فلو اجتمعتم حتّى يكون أمركم واحدا لقمعتم هؤلاء الفسّاق واحتشموكم.» فقام رجل من طريق الأنبار يعرف بالدريوش، فدعا جيرانه وأهل محلّته على أن يعاونوه على الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فأجابوه إلى ذلك.

فشدّ على من يليه من الفسّاق والشطّار، فمنعهم ممّا كانوا يصنعون، فامتنعوا عليه فقاتلهم وهزمهم وأخذ بعضهم فضربهم [١٤٩] وحبسهم.

[قيام سهل بن سلامة]

ثمّ قام بعده رجل آخر يقال له: سهل بن سلامة الأنصارى من أهل خراسان، وتكنّى أبا حاتم، فدعا الناس إلى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والعمل بكتاب الله وسنّة نبيّه محمد- صلّى الله عليه- وعلّق مصحفا فى عنقه، ثمّ بدأ بجيرانه وأهل محلّته فأمرهم ونهاهم فقبلوا منه، ثمّ دعا الناس جميعا إلى ذلك، الشريف منهم والوضيع، وجعل ديوانا يثبت فيه اسم من أتاه يبايعه على ذلك وقتال من خالفه كائنا من كان، فأتاه خلق كثير فبايعوه. ثمّ إنّه طاف ببغداد وأسواقها وأرباضها وطرقها ومنع كلّ من يخفر ويجبى المارّة وقال:

- «لا خفارة فى الإسلام.» والخفارة أنّ الرجل منهم كان يأتى إلى من له دار أو بستان أو تجارة فيقول:

- «أنت فى خفرتى لا يتعرّض أحد لمالك، أدفع من أرادك بسوء ولى فى عنقك كلّ شهر كذا وكذا درهما.» فيعطيه.

وقوى على ذلك فقمع أهل الشرّ وكان يخالفه الدريوش فى أنّه كان لا

<<  <  ج: ص:  >  >>