للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقام أبو العبّاس فى العسكر أشهرا، ثمّ ارتحل فنزل المدينة الهاشميّة فى قصر الإمارة [١] ، وقد كان تنكّر لأبى سلمة قبل [٣٣١] تحوّله حتّى عرف بذلك.

وفى هذه السنة هزم مروان بن محمّد.

[هزيمة مروان بن محمد ذكر الخبر عن هذه الوقعة وسببها]

كان أبو عون وجّهه قحطبة إلى شهرزور وبها عثمان بن سعيد من قبل مروان فقتله أبو عون وأقام بناحية الموصل وبلغ ذلك مروان، فأقبل من حرّان حتّى سار إلى الموصل فنزل على الزاب وحفر خندقا، فسار إليه أبو عون، فنزل الزاب، ووجّه أبو سلمة إليه مددا وعدّة من القوّاد. فلمّا ظهر أبو العبّاس، بعث إليه أيضا عدّة من القوّاد ومددا آخرين.

ثمّ قال أبو العبّاس:

- «من يسير إلى مروان من أهل بيتي؟» فقال عبد الله بن علىّ:

- «أنا.» فقال:

- «سر على بركة الله.» فسار عبد الله بن علىّ حتّى قدم على أبى عون فتحوّل له أبو عون عن سرادقه وخلّاه له بما فيه. فسأل عبد الله بن علىّ عن مخاضة فدلّ عليها بالزاب، فأمر عيينة بن موسى فعبر فى خمسة آلاف، وانتهى إلى عسكر مروان، فقاتلهم حتّى أمسوا، ورفعت لهم النيران فتحاجزوا، فرجع عيينة إلى عسكر عبد الله بن علىّ، فأصبح مروان فعقد جسرا، وسرّح ابنه عبد الله وقال له:


[١] . فى الطبري (١٠: ٣٧) : قصر الكوفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>