للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليقصدوا نصيرا وهو بنهر المرأة ويسلكوا موضعا يخرجهم من ورائه. فأنفذ إلى نصير وأخبره بذلك فبادر نصير إلى شقّ بئرين، فلقى هناك القوم فزرق الظفر بعد مجاهدة عظيمة، فقتل وأسر وأخذ ثلاثين سميريّة. وانصرف أصحاب أبى أحمد ظافرين إلى واسط واستأمن إلى نصير زهاء ألفى رجل، فكتب بالخبر إلى أبى أحمد فأمره بقبولهم وإجراء الأرزاق عليهم وتفريقهم على أصحابه ومناهضة العدوّ بهم.

ثمّ كتب إليه بموافاته إلى نهر المبارك ففعل.

كتاب أبى أحمد إلى صاحب الزنج للأمان والتوبة مما ركب وادّعى

وكتب أبو أحمد إلى الخبيث كتابا يدعوه إلى الدخول فى الأمان والنزوع عمّا هو عليه [١] من ادعاء النبوّة وسبى المسلمات [٥٣٠] والمسلمين والفساد فى الأرض، فإنّ التوبة مبذولة له. وأطال الكتاب فى هذا المعنى.

فلمّا وصل إلى الخبيث رمى بالكتاب من يده ولم يجبه بشيء، وأقام على إصراره فعرض أبو أحمد شذاءاته وجمع آلات الماء ورتب قوّاده ومواليه وتخيّر الرماة منهم فرتّبهم فى الشذاءات وسار إلى مدينة الخبيث المسماة:

المختارة، فى نهر أبى الخصيب فأشرف عليها وتأمّلها فرأى من حصانتها وأسوارها وخنادقها ووعورة الطرق المؤدية إليها من كلّ وجه وكثرة من أعدّ عليها من الرماة بالقسّى الناوكيّة والمجانيق والعرّادات وسائر الآلات ما لم ير مثله. فاستغلظ أمره واستعدّ الوصول إليه.

ولمّا عاين الزنج أبا أحمد ارتفعت ضجّتهم بما ارتجّت له الأرض وتقدّم


[١] . انظر الطبري (١٣: ١٩٨١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>