للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ميمنته عبيدة بن هلال اليشكرىّ، وعلى ميسرته الزبير بن الماحوز التميمىّ، ثمّ التقوا، فاضطربوا، واقتتل الناس قتالا لم ير قطّ أشدّ منه، فقتل مسلم بن عبيس أمير أهل البصرة، وقتل نافع بن الأزرق رأس الخوارج، وأمّر أهل البصرة عليهم الحجاج بن باب، وأمّرت الأزارقة عليهم عبد الله بن الماحوز، ثمّ عادوا، فاقتتلوا أشدّ قتال، فقتل الحجاج بن باب أمير أهل البصرة، وقتل عبد الله بن الماحوز أمير الأزارقة. ثمّ إنّ أهل البصرة أمّروا عليهم ربيعة بن الأحرم التميمي، وأمّرت الأزارقة عليهم عبيد الله بن الماحوز، ثمّ عادوا فاقتتلوا حتّى [١٦٨] أمسوا وقد كره بعضهم بعضا وملّوا القتال. فإنّهم لمتواقفون متحاجزون إذ جاءت الخوارج سريّة لهم جامّة لم تكن شهدت القتال، فحملت على الناس، فانهزموا، وقاتل أمير البصرة ربيعة بن الأحرم [١] ، فقتل، وأخذ الراية حارثة بن بدر، فقاتل ساعة وقد ذهب عنه الناس، فقاتل من وراء الناس فى حماتهم وأهل الصبر منهم. ثمّ أقبل بالناس حتّى نزل بهم منزلا بالأهواز، وبلغ ذلك أهل البصرة، فهالهم، وراعهم، وامتنع نومهم.

وبعث بن الزبير الحارث بن عبد الله بن أبى ربيعة القرشىّ على تلك الحزّة [٢] ، فقدم، وعزل عبد الله بن الحارث، فأقبلت الخوارج نحو البصرة ليس دونها كبير مانع.

ذكر اتّفاق جيّد اتّفق لأهل البصرة وهم فى تلك الحال

فبينا الناس على حالهم تلك من الخوف والشدّة، إذ قدم المهلّب بن أبى صفرة


[١] . ربيعة بن الأحرم: كذا فى الأصل ومط. فى الطبري (٧: ٥٨٢) : ربيعة الأجذم (بالذال المعجمة وبدون «بن» ) .
[٢] . الحزّة: كذا فى الأصل ومط والطبري. وفى الأصل كتب فوق كلمة «الحزّة» : الحرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>