للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنا، أم أطعت غيرك في غدرك بنا، وما ذنبك في طاعة من أطعت في ذلك إلّا كذنبك في ما فعلته برأى نفسك، وإنّك قد استحققت أشدّ العقوبة.- وكتبت [١] :- إنّى لا أظنّ شيئا مما وجب بيني وبينكم إلّا وقد كنت صنعته، ولا أظنّ شيئا من الوثيقة بقي لكم إلّا وقد وثّقت [٢٠٢] لنا [٢] به قبل اليوم ثمّ غدرتم، فكيف نطمئنّ إليك ونثق بقولك، ولسنا نأمنك على مثل ما فعلت من الغدر ونقض العهد والكذب في اليمين؟ وذكرت أنّ رسل قيصر عندك، ووقفنا على استيذانك إيّانا فيهم، وإنّى لست أنهاك عن مودّة أحد. وكرهت أن يرى أنّى أتخوّف مصادقته وأهاب ذلك منه، وأحببت أن أعلمه أنّى لا أبالى بشيء ممّا يجرى بينهما، «ثمّ سرّحت لمرمّة المدائن والحصون التي بخراسان وجمع الأطعمة والأعلاف إليها ما يحتاج إليه الجند، وأمرتهم أن يكونوا على استعداد وحذر، ولا يكون من غفلتهم ما كان في المرّة الأولى وهم على حال الصلح.» قال:

[المقاتلة وأهل العمارة سواء]

«وكان شكرى لله تعالى لمّا وهب لى وأعطانى متّصلا بنعمه الأول [٣] التي وهبها لى في أوّل خلقه إيّاى، فإنّما الشكر والنعم عدلان ككفّتى الميزان، أيّهما رجح بصاحبه احتاج [٤] الأخفّ إلى


[١] . الكلمة مطموسة في الأصل قرأناها بقرينة ما في مط.
[٢] . لنا به: في الأصل غموض وما في مط: لما به.
[٣] . مط: الأولى.
[٤] . احتاج.. صاحبه: سقطت من مط.

<<  <  ج: ص:  >  >>